تفجرت حالة من الجدل بخريبكة، خلال الدورة الاستثنائية لمجلس الجماعة المنعقدة يوم الخميس، بعدما تحوّلت أشغال المجلس إلى مشهد صادم أقرب إلى الحلقات الشعبية منه إلى مؤسسة منتخبة.
مدير المستشفى الإقليمي الحسن الثاني، الذي يشغل في الآن نفسه صفة مستشار جماعي، خاطب نائباً للرئيس محسوباً على المعارضة بعبارة: “غادي نوض لمك دابا”، وفق ما وثقه مقطع فيديو انتشر على نطاق واسع بمواقع التواصل الاجتماعي.

كشفت مصادر إعلامية أن المستشار المعارض، عمر أمرضي، اعتبر ما صدر سبّاً وتهديداً صريحاً، ولوّح بتقديم شكاية لدى وكيل الملك، مشدداً على أن الأمر لا يليق بمسؤول إداري يُفترض فيه التحلي بواجب الاحترام والأخلاقيات المهنية.

المشهد أثار موجة استنكار على المنصات الرقمية، حيث اعتبر كثير من النشطاء أن ما وقع يسيء لصورة المرفق الصحي ولمكانة المنتخبين، في وقت دافع آخرون عن المدير بدعوى أن المستشار بدوره استعمل كلمة مستفزة وُصفت بـ”ممبربيش” كانت الشرارة التي فجّرت الخلاف.

لكن أبعد من تراشق الألفاظ، تطرح الواقعة سؤالاً عميقاً حول مستوى النقاش السياسي داخل المجالس المنتخبة، وحول الحدود الفاصلة بين التنافس الديمقراطي والانحدار الأخلاقي. فحين يتدحرج الخطاب العمومي إلى لغة السبّ والتهديد، يضيع مضمون التدبير المحلي، ويصبح الشأن العام رهينة حسابات شخصية ومعارك صغيرة تسيء إلى صورة المؤسسات أكثر مما تخدمها.

هكذا، تحوّل مجلس يفترض فيه مناقشة قضايا التنمية المحلية إلى حلبة صراع لفظي، وبدل أن يناقش المنتخبون والمستشارون مستقبل المدينة وخدماتها، وجد المواطنون أنفسهم أمام تسجيلات لا تُغني ولا تُسمن من جوع. مشاهد تعكس وفق متتبعين أزمة أعمق من مجرد زلة لسان: إنها أزمة أخلاقيات، وأزمة نخب سياسية لم تعد تدرك وزن الكلمة ولا خطورة الصورة.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version