ساعة_الحقيقة
السياسيون الذين ما يزالون متشبثين بأن أسباب الأزمة هو أخنوش وحكومته يعملون – فقط – على تضليل المغاربة، هذه هي الحقيقة.. الحقيقة الأليمة والمرة..
لقد قالها عبد الإله ابن كيران عندما كان رئيسا للحكومة: «أنا لا أحكم، الملك هو الذي يحكم، والحكومة تساعده فقط».. وأحترمه على شجاعته تلك لحظتها.. لأن تلك هي الحقيقة..
قال محمد الساسي للسياسيين ذات يوم: «من كان يحب الملك، فعليه أن يقول له الحقيقة».. لا توجد شجاعة أكثر من هذه، ولا صدقا أكثر من هذا..
الالتفاف على الحقيقة من طرف بعض الزعماء والسياسيين لن يحل المشكلة، بل يزيد من تعقيدها..
أيها السياسيون .. إذا كنتم تحبون الملك حقيقة.. إذا كنتم تحرصون على مصلحة الوطن فعلا لا قولا.. وإذا كنتم جادين في المساهمة في حل أزمات المغرب .. فعليكم قول الحقيقة..
والحقيقة أنه لا إصلاح بدون :
1/ دستور ديمقراطي،
- فيه فصل حقيقي للسلط، فيه صلاحيات حقيقية للحكومة، صلاحيات مع أول اجتماع للمجلس الوزاري.. حكومة قادرة على تنزيل برنامجها وتحاسب عليه أمام الشعب..
- فيه برلمان قوي وقادر على المراقبة.. قادر على التشريع، محصن عن أي رقابة خارجية إلا رقابة الشعب والقانون..
- فيه فصل حقيقي للسلط، لا تداخل بينها ..
2/ عدالة اجتماعية حقيقية، لا احتكار فيها لا لسلطة ولا لثروة.. عدالة تحقق تكافؤ الفرص للجميع، وعلى قدم المساواة.. مع القطع النهائي مع اقتصاد الريع.. واحتكار الاستثمار..
3/ رفع السلطة يدها عن المنتخبين والمجالس الجماعية وكل ممثلي الأمة.. فلا ديمقراطية مع تغول السلطوية.. ولا تمثيلية حقيقية مع سلطة التعيين..
قولوا الحقيقة للملك إذا كنتم تحبونه فعلا كما تدعون..
قولوا له إن:
- التعليم أهم من كأس العالم..
- والصحة أهم من كأس إفريقيا،
- والحرية أهم من المهرجانات..
- والجامعات أولى بالهبات من المواسم والأضرحة..
- والإسراع بقطار التنمية أهم من الإسراع بإنجاز سكك قطار البراق..
قولوا له الحقيقة.. قولوا له لماذا خرج الشباب؟ وليس ماذا يصنع الشباب الآن؟
قولوا له أن الشباب يائس.. محبط.. غاضب.. ساخط.. لذلك ليس لديه ما يخسره بعدما رأى حياته بلا معنى.. ومستقبله يضيع بين سماء وأرض وطنه.. وهو يرى ملايير الدراهم تصرف على الكرة والملاعب والمهرجانات والتفاهات دون أن يرى أثر ذلك على تعليمه ..وعلى صحته .. وعلى مستقبله..
قولوا له إن العدل أساس الملك..
أيها السياسيون.. أرجوكم .. توقفوا عن التلاعب بالألفاظ والعبارات.. كفوا عن المداهنة والمهادنة.. أخرجوا من دائرة الجبن .. إنها ساعة الحقيقة.. فلا تخلفوا موعدكم مرة أخرى مع هذه الساعة.. فإنها إن ذهبت.. لن تعود .. !
