Témara Drowns in Subsidies… and the “RNI” Mayor Distributes Public Money the Sports Way

تمارة تكتب فصلًا جديدًا في رواية التدبير المحلي العالق بين الطموح والعبث.
مدينةٌ تنتظر مستشفى جامعيًا ومشاريع عمرانية تليق بموقعها الاستراتيجي، لكنها تكتشف أن أولويات مجلسها الجماعي تميل إلى الملعب أكثر من المدرسة، وإلى المنح أكثر من التنمية.

المشهد اكتمل حين فشل المجلس في تحقيق النصاب القانوني لدورتين متتاليتين، بعد مقاطعةٍ قادها مستشارون من الأغلبية والمعارضة معًا، احتجاجًا على “انفراد الرئيس التجمعي زهير الزمزمي بإعداد ميزانية سنة 2026”.

كشفت مصادر إعلامية أن الميزانية الجديدة خلت من أي التزاماتٍ تخصّ القطاعات الاجتماعية الحيوية، رغم المذكرة الأخيرة لوزير الداخلية التي شدّدت على توجيه الاعتمادات نحو التعليم والصحة والتشغيل والتهيئة الحضرية.
غير أنّ البنود الرياضية سارت في الاتجاه المعاكس؛ إذ ارتفعت المنح المخصّصة للأندية من 550 مليون سنتيم إلى 820 مليونًا، بعد أن كانت سنة 2021 لا تتجاوز 80 مليونًا.

قفزةٌ تثير أكثر مما تفسّر، خصوصًا أن عدد الأندية المستفيدة لا يتعدّى ثلاثًا، أغلبها ينشط في أقسام الهواة أو القسم الثاني، وبعضها نزل إلى الأقسام السفلى رغم استفادته من منحٍ فاقت 600 مليون سنتيم العام الماضي.
“إنها رياضة المال العام”، يقول أحد المستشارين المعارضين، مضيفًا أن “المجلس اختار تمويل الفشل بدل تصحيح مسار التنمية.”

في المقابل، طالبت المعارضة بالكشف عن لائحة العمال العرضيين الذين يتقاضون أجورًا من مالية الجماعة، وعددهم نحو مئتين، يُضافون إلى أكثر من 550 موظفًا رسميًا. واعتبرت أن “الشفافية لا تكون بإخفاء الأسماء.”
لكنّ الرئيس رفض نشر اللائحة، مبرّرًا بأنهم “من أبناء تمارة ومن حقهم الاستفادة”، وكأنّ الانتماء الجغرافي تحوّل إلى بطاقة عبورٍ نحو المال العمومي.

أما فريق العدالة والتنمية فقد أعلن مقاطعته لأشغال الدورة، متحدثًا في بلاغٍ رسمي عن “مخالفات قانونية وتنظيمية” شابت مسطرة الاستدعاءات، ومؤكدًا أن الميزانية “تتناقض مع توجيهات وزارة الداخلية التي دعت إلى كبح تضخّم المنح الرياضية وتخصيص اعتماداتٍ اجتماعية مباشرة.”

وهكذا تبقى تمارة معلّقةً بين الحسابات الانتخابية ومنطق الزبونية المحلية، في انتظار تدخّل سلطة المراقبة الإدارية التي يمثّلها عامل الإقليم المصطفى النوحي، المكلّف بتفعيل توجيهات الوزارة حول انضباط الميزانيات الترابية.

قد تكون كرة القدم لعبة الشعب، لكن في تمارة تحوّلت إلى لعبة السلطة؛ تُحرز الأهداف بأموال التنمية،
وتُسجَّل الخسائر في حساب الكرامة الجماعية.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version