The Higher Institute of Dramatic Art Presents Its Finest Show: “Success by a Magic Touch”

يسعدنا أن نهنئكم على هذا “الإنجاز العظيم” الذي أضاف بريقًا جديدًا إلى سجلّ المعهد في فنّ الإبهار، بعد تتويجكم أستاذة جامعية من الدرجة الأولى وهي درجة يبدو أن الزمن نفسه لم يكن مستعدًا لها بعد، لكن من قال إن الزمن لا يمكن ترويضه بلمسة مسرحية؟

لقد أثبتم أن المسرح لا يُدرَّس فقط في القاعات، بل يمكن عيشه في لجان المباراة، حيث تتحول الكفاءة إلى إضاءة جانبية، والنتائج إلى عرضٍ متقن الإخراج.
وها أنتم تُعيدون تعريف المفهوم الأكاديمي للعبقرية: فالعبرة ليست بما تنشره من بحوث، بل بما تُتقنه من “كاستينغ إداري” ناجح.

نبارك لكم هذا الصعود الذي جاء في توقيته الدرامي المثالي، كأي مشهدٍ يُصفق له الجمهور دون أن يفهم النص. فالفن الحقيقي هو أن تجعل التصفيق يسبق الأداء، وأن تنجح في امتحانٍ لا يعرف أحد أسئلته سوى لجنة من المريدين المخلصين.

هنيئًا لكم بهذا الدور الجديد على خشبة التعليم العالي، ولنرفع القبعة لبطلةٍ استطاعت أن تُثبت أن العبقرية ليست موهبة… بل شبكة علاقات تُدار بإضاءة ناعمة وصوتٍ واثق.

أما أولئك الذين ما زالوا يحلمون بنشر مقال علمي بعد خمس سنوات من البحث والتصحيح والمراجعة،
فربما عليهم التسجيل في شعبة “التنشيط الإداري”، فهناك فقط يمكن أن تتحقق أحلامهم في موسمٍ واحد دون انتظار لجنة التحكيم.

وهكذا يواصل المعهد العالي للفن المسرحي دوره التاريخي في صناعة “الرموز”، وتعليمنا أن النجاح لم يعد يحتاج إلى جهد، بل إلى إخراجٍ جميل وإضاءةٍ مناسبة.
ففي زمنٍ صار فيه الجمال يُقاس بعدد التصفيقات، صار البحث الأكاديمي مجرّد إكسسوار في مشهدٍ طويل من الأداء المُتقَن.

وفي النهاية، لا يسعنا إلا أن نقول:
إن الفن عندما يُفقد روحه، يصبح المشهد مؤثّرًا فقط في ظلام القاعة.
والجميل حين يُستعار من القبح، لا يُسمى فنًا، بل ماكياجًا إداريًا رديئ الصنع.

فلتستمروا إذًا في تعليمنا أن المسرح لا يُغلق أبوابه أبدًا…
ما دام الجمهور لا يزال يُصفّق.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version