From Sea Banquets to Land Hunger… A Secretary of State Who Masters Feasts Better Than Governance
كشفت مصادر إعلامية عن مأدبةٍ فاخرةٍ نظّمتها كاتبة الدولة في قطاع الصيد البحري، زكية الدريوش، حضرها أكثر من مئة شخص من أعضاء لجنة القطاعات الإنتاجية بالبرلمان، وموظفي الوزارة، وضيوف آخرين، في وقتٍ ترفع فيه الحكومة شعار “التقشّف” و“ترشيد النفقات”.
الوليمة لم تكن عادية، كانت “زردة ملكية” بكل المقاييس: بسطيلات الدجاج وفواكه البحر والسلمون المدخّن، كيش اللحم، سلطات فاخرة، وطواجين بالبقر والخروف والبرقوق… أطباقٌ تُقدَّم عادة في قصور الضيافة، لا في مؤسسات الدولة التي تُطالب الناس بشدّ الأحزمة.
كاتبة الدولة سخّرت ممّوناً من الطراز الرفيع “باش يبرّع النواب”، وكأن المال العام وُجد لتمويل ولائم السياسيين بدل دعم الصيادين.
وفيما تتحدث الحكومة عن “الحكامة”، كانت الأطباق تُقدَّم بسخاءٍ على موائد البرلمان، في مشهدٍ يلخّص تناقض السلطة مع شعاراتها.
المفارقة فاضحة:
المغاربة ينتظرون قراراتٍ تُخفّف عنهم الغلاء، بينما تُقام الولائم باسم العمل البرلماني، وتُقدَّم الطواجين بدل السياسات، والعصائر بدل الحلول.
بهذا التصرف، أثبتت زكية الدريوش أنها كاتبة دولة في البذخ البحري لا في الصيد البحري، تتقن فنّ “الضيافة الرسمية” أكثر مما تتقن فنّ “الحكامة الرشيدة”.
فهي تمثّل نموذجاً لذهنيةٍ حكوميةٍ تعتبر المنصب امتيازاً شخصياً لا تكليفاً لخدمة الصالح العام.
في النهاية، لا شيء يُلخّص المشهد أكثر من هذه الصورة الرمزية:
بين من ينام على وسادة الحرير ومن يبيت على الجوع، تظل الولائم عنواناً فاضحاً لبلدٍ يتقشّف على الفقراء ويتكرّم على المسؤولين.
