The “Opportunity” Government: No Jobs, No Impact

البلاغات الحكومية تتحدث بثقة عن “التحسن”، بينما الأرقام تُفندها ببرود.
معدل البطالة في المغرب ظلّ فوق عتبة 13 في المائة خلال الربع الثالث من سنة 2025، أي ما يعادل 1.6 مليون مغربي خارج سوق الشغل.
ورغم الخطاب المتكرر حول “إنجازات اقتصادية غير مسبوقة”، يُظهر تقرير المندوبية السامية للتخطيط أن سوق العمل يعيش واحدة من أكثر مراحله هشاشة منذ عقد.

الانخفاض الطفيف في البطالة، بـ 0.5 نقطة فقط، لا يعكس تحسّنًا هيكليًا بل تجميلًا ظرفيًا للأرقام.
الاستقرار المهني يتآكل، والوظائف تتحول إلى عقود موسمية بأجور هزيلة. ما تراجع فعليًا هو الأمل… لا البطالة.

النساء والشباب يتحمّلون العبء الأكبر من الأزمة.
معدل بطالة النساء بلغ 21.6 في المائة، بينما يقبع أربعة من كل عشرة شبابٍ بين 15 و 24 سنة خارج أي أفقٍ مهني.
برامج “فرصة” و“أوراش” وُلدت كشعارات انتخابية أكثر منها كسياساتٍ تنموية، أدواتٌ لتوزيع الوعود بدل توزيع العمل.

في القطاعات المنتجة، تتسع الفجوة أكثر.
قطاع البناء والأشغال العمومية يسجل معدل شغلٍ ناقص بلغ 22.2 في المائة، تليه الفلاحة والغابة والصيد بـ 13.1 في المائة.
مليارات الدعم والإعفاءات الضريبية تذوب في البيروقراطية قبل أن تخلق منصبًا واحدًا كريمًا.

الحكومة تُدير البطالة كما تُدير خطابها:
بكثيرٍ من التصريحات وقليلٍ من النتائج.
تحتفي بالمؤشرات كما لو كانت منجزًا، متناسيةً أن خلف كل رقم وجهًا يبحث عن كرامة.
وفي الوقت الذي تتزيّن فيه نشرات الوزراء بـ“المؤشرات الإيجابية”، تتعرّى الأسر أمام واقعٍ يزداد غلاءً وجمودًا.

السؤال لم يعد اقتصاديًا فقط، بل سياسيًا وأخلاقيًا أيضًا:
هل تستطيع حكومة “فرصة” أن تخلق فعلًا فرصةً للحياة؟
أم أن الإنجاز الوحيد المتبقي هو إقناع الناس بأنهم يعملون… ولو على الورق؟

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version