A Billion for Development Projects… While Guelmim’s Regional Hospital Survives on Artificial Breath

كلميم مدينةٌ تُنفق المليارات وتختنق في الوقت نفسه.
بين تقاريرٍ حكومية تتحدث عن 1000 مليار سنتيم صُرفت في ثماني سنوات باسم “التنمية المندمجة”، وواقعٍ صحيٍّ يئنّ تحت وطأة العجز، تتجسّد المفارقة الصارخة بين المال العامّ والحقّ في الحياة.

عضو مجلس جهة كلميم واد نون إبراهيم حنانة كشف في تدوينةٍ ناريةٍ على صفحته الرسمية بفيسبوك تفاصيل ما وصفه بـ“العبث الصحي”، مؤكداً أنّ الأرقام الضخمة لم تُغيّر شيئاً في حياة المواطن الذي يجد نفسه اليوم مهدَّداً داخل مؤسساتٍ يُفترض أن تحميه.

«عرفتو علاش ما بغاونيش نهضر فهاد اللقاء التشاوري اللي دعا له صاحب الجلالة نصره الله وأيّده؟
لأنني كنت غادي نفضح التهميش والإقصاء اللي كتعاني منّو الساكنة، وغادي نهضر على الصحة اللي ولات عنوان الفشل فهاد الجهة».

حنانة عرض لائحةً موجعةً من الأعطاب داخل المستشفى الجهوي بكلميم:

  • ثلاثة أسِرّة إنعاشٍ فقط لما يقارب 450 ألف نسمة.
  • جهاز السكانير متعطّل منذ أكثر من أربعة أشهر.
  • قسم الولادة بلا أوكسيجين، والجراحة بلا هواء.
  • تحاليل طبية أساسية مفقودة: القلب، الكِلى، البروستات، الغدة الدرقية، الفيتامين D…
  • مستودع الأموات تفوح منه روائح كريهة.
    -سيارات الإسعاف لا تتحرك إلا على حساب جيوب المواطنين.
    -طبيب واحد للغدد والسكري وبناج واحد من غينيا لمدينةٍ كاملة.

واختتم تدوينته بعبارةٍ تختصر المأساة:

«المريض اللي بغا يمشي يتعالج فأكادير خصّو ياخذ الإذن… واش العلاج ولّى امتياز؟ واش التنمية رخصة عبور؟»

الأرقام تتكلم، لكنها لا تُنعش الأرواح.
كلميم ليست فقط جهةً تعاني ضعف الخدمات الصحية، بل مرآةٌ لسياساتٍ تُنفق المليارات في الاتجاه الخطأ.
حين تُصبح التنمية عنواناً للمفاخرة لا وسيلةً للحياة، يغدو المستشفى رمزاً لنظامٍ تنفّسه الاصطناعي أطول من عمر مرضاه.

ألفُ مليارٍ خرجت من الخزينة، لكن الأوكسيجين ما زال مفقوداً في كلميم.
وما لم تُنعش الدولةُ مستشفياتها بروحٍ من المحاسبة، ستظل التنمية نفسها على جهاز الإنعاش.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version