فتحت وزارة الصحة والحماية الاجتماعية تحقيقاً شاملاً عقب الضجة التي رافقت حادث وضع سيدة لمولودها داخل إحدى عربات الطرامواي بين الرباط وسلا، وذلك في ظل انتشار روايات متضاربة حول كيفية تعامل المؤسسات الصحية مع الحالة.
وأكدت الوزارة، في بلاغ توضيحي موسّع، أنها باشرت منذ الساعات الأولى تجميع جميع المعطيات التقنية والطبية المرتبطة بالموضوع، قصد تنوير الرأي العام وتحديد حقيقة ما جرى.
أولاً: كاميرات مستشفى مولاي عبد الله تنفي تسجيل أي ولوج
بعد مراجعة دقيقة لتسجيلات كاميرات المراقبة بالمستشفى، والاستماع لطاقم الأمن الخاص المكلّف بالمداخل، شدّدت الوزارة على أنه لم يتم تسجيل أي دخول للسيدة المعنية خلال الفترة التي تم تداولها.
كما لم تتوصل المؤسسة الصحية بأي إشعار أو طلب توجيه يخص الحالة، ما يُفنّد بشكل واضح الرواية المتداولة حول “رفض الاستقبال”.
ثانياً: ما وقع داخل الطرامواي
تفيد التحقيقات الأولية بأن السيدة كانت في مرحلة متقدمة من المخاض أثناء وجودها داخل الطرامواي، حيث تعرّضت لنزيف حاد ومفاجئ، الأمر الذي دفع عدداً من الركاب إلى إشعار السلطات. وقد تدخلت عناصر الوقاية المدنية بشكل سريع، وقدمت لها الإسعافات الأولية، قبل نقلها مباشرة إلى مستشفى الولادة السويسي.
ثالثاً: الوضع الطبي عند وصولها إلى مستشفى السويسي
أوضح البلاغ أن الفريق الطبي المداوم بالمستشفى قام بالإجراءات الضرورية فور وصول السيدة، إلا أن التقييم الطبي كشف أن الجنين كان في حالة وفاة قبل وصولها، نتيجة لمضاعفات النزيف الحاد الذي تعرّضت له داخل الطرامواي.
رابعاً: الحالة النفسية للسيدة
تشير المعطيات الطبية إلى أن السيدة كانت تعاني من اضطرابات نفسية منذ مدة، وهو ما استدعى إحالتها، بعد استقرار حالتها الجسدية، إلى مستشفى الرازي للأمراض العقلية والنفسية لتلقي الرعاية المتخصصة تحت إشراف فريق طبي متعدد التخصصات.
وفي ختام البلاغ، تؤكد وزارة الصحة والحماية الاجتماعية أنها تتابع الملف عن قرب، وتواصل تجميع كافة المعطيات المرتبطة بالحادث، التزاماً منها بتقديم المعلومة الدقيقة للرأي العام، وضمان التعاطي المسؤول مع مثل هذه الحالات الإنسانية.
