في حكومة المشاريع الغريبة، قرروا يعطيو لمدينة وزان سوق للسمك بـ2 مليار و307 مليون سنتيم. آه والله، ماشي كذبة، المدينة اللي ما كتعرفش لا شط، لا مرسى، لا حتى لعلبة سردين طايبة فالشمس، جاتها منحة بحرية، رغم أنها فـجبال الريف، بعيدة على أقرب موجة بسنين ضوئية!
المشروع هاد، اللي غادي يتم فتح أظرفته يوم الإثنين 30 يونيو، جاي من المديرية الإقليمية للفلاحة بوزان، التابعة لوزارة كيسيرها وزير جديد “ابن المدينة”، أحمد البواري، اللي تزاد وتربّى فـ”قلعة بوقرة” القريبة من زومي.
وباش نقولوها بصراحة، المشروع فيه ريحة “باك صاحبي”، وكيْفكرنا بالقصص القديمة ديال المسؤولين اللي كل واحد منهم كيدوز “هدية” لمدينتو، واخا تكون الهدية ما عندها حتى علاقة بالحاجة.
الحوت فالسوق… والحاجة فالزنقة!
واش فعلاً وزان محتاجة سوق للسمك؟
الناس فالسوق الأسبوعي مزالين كيتسناو شي كيلو ديال الشرمولة، والأسماك الطرية ما كتوصلش إلا نادراً، وبلا تبريد، بلا ضمانات السلامة، بلا والو. فاشمن منطق يمكن تفهم أن مدينة بلا وحدة توزيع، وبلا مجمدات، وبلا ميناء، تعمر ليها مشروع بـ2 مليار باش تبيع الحوت؟!
واحد من الفاعلين الجمعويين، محمد المصمودي، قالها قدام ميكروفون نيشان:
“هل وزان بحاجة إلى سوق للسمك؟ نحن بالكاد نجد أسماكا طازجة في السوق الأسبوعي… فهل هذا فعلا استثمار مدروس أم مجرد تبذير مقنّع؟”
وشكون يقدر يعارضو؟
الناس باغيين مستشفى، بغات بنية تحتية، بغات خدمة للشباب، بغات حل للبطالة.
أما الحوت… فخليوه للمدن الساحلية اللي فعلاً كتغرق فـالبحر، ماشي لوزان اللي كتغرق فـالسكات.
وزير دار المارشي، والشعب باقي كيتمنا الصبيطار
كاين اللي شاف فالمشروع محاولة “تلميع سياسي محلي”، خاصة أن المشروع غادي يْكتب على واجهتو “منجز حكومي” و”تحت إشراف الوزارة الفلانية”، يعني شعار انتخابي جاهز للتدوير فصفحات الحملات.
مصدر مطلع صرّح أن هادشي ماشي غريب:
“المشروع يوحي بمحاولة تلميع مسار الوزير محليا، عبر تشييد منشأة قد تُرفع مستقبلا كشعار سياسي”.
أما التكلفة، فهي حديث آخر:
2 مليار و300 مليون سنتيم؟!
الفلوس اللي تقدر تبني مستوصف فكل دوار، وتصلح الطرق، وتدير وحدات للشباب… كلها تجمعات فـ“سوق عصري” غادي يبيع الحوت فمدينة ما فيهاش حتى موج.
بعضهم قال: المشروع مزيان ولكن…
فاش كتشوفو الناس كيدافعو على المشروع، غالباً كيتشدو فـنقطة وحدة:
“راه غادي ينظم التجارة ديال الخضر والفواكه، ويقضي على العشوائية.”
ولكن حتى هاد الرأي فيه جُبن فكري.
واش خاصك تدير مارشي ديال الحوت باش تنظم تجارة الخضر؟
واش التنظيم كيتطلب تبذير؟
فين الخطة؟
فين الربط اللوجستي؟
فين الثلاجات؟
فين القدرة الشرائية ديال المواطن باش يشري السمك؟
فين التاجر اللي غادي يغامر يجيب سلعة فمدينة ما فيها سوق استهلاكي حقيقي؟
كلشي غامض، وكلشي كيبان كيفاش نخيطو مشروع على المقاس… ونسوقوه على أساس تنمية.
ماشي أول مرة كنشوفو مشروع ما عندوش علاقة بالواقع ديال المدينة.
كنعيشو هادشي فكل دورة، كل حكومة، كل وزير باغي يْخلّي الأثر فدفتر المنافع ديالو.
اليوم فوزان مارشي ديال الحوت…وغداً فشي قرية فالأطلس، يمكن يديرو مطار دولي ديال الطائرات المائية،
ماشي بعيد!
يا الحكومة، بغينا مشاريع كتجاوب مع الأرض، ماشي مع دفتر الحالة المدنية ديال الوزير!
وزان ماشي ضد السوق، ولكن ضد الضحك على الذقون.
خليونا نْشمّو ريحة التنمية… ماشي غير ريحة الحوت البايت!