داروه “استراتيجية وطنية”، سموه “المخطط الأخضر”، قالو غادي ينقذ الفلاحة، يطور القرى، ويوفر الماء، والناس صفّقو. ولكن بعد سنوات من التنزيل، كيبان أن الواقع ورا المخطط ما كانش أخضر… كان يابس بحال الأرض اللي ما وصلهاش السقي.
اليوم، بعد أكثر من عقد على إطلاق هاد المشروع اللي صرف عليه الملايير، ما كاين لا محاسبة، لا تقييم جدي، لا مسؤول وقف قدام البرلمان وقال “أنا كنت غلط”. الناس اللي خططو، ووقعو، ودارو التصاور، باقين فالكراسي، وباقي كيشوفونا بنفس الخطاب القديم.
92% من الما فالمغرب كتستهلكو الفلاحة، ومع ذلك، آلاف الأسر كتعيش بالعطش، من زاكورة حتى لجبال الريف. فين مشى الماء؟ مشى للضيعات الكبار اللي كتزرع البطيخ فالمناطق القاحلة، وكتسقي الأفوكادو بدموع القرى العطشانة.
زاكورة اللي كانت رمز للندرة، تحوّلات لجنة استثمار فالبطيخ الأحمر. والناس خرجو يحتجو فـ”ثورة العطش”، لكن ما سمعهم حتى واحد، حيث المصلحة كانت فالحصاد، ماشي فصحة المواطن.
فالغرب، كاين ضيعات كبار كينتجو الكيوي والمانغو، فواكه زوينة للسوق الأوروبي، ولكن ماشي مناسبة للمناخ المغربي، لا من حيث الماء ولا من حيث التربة. ولكن الدعم كاين، والقوانين كاتتفتح، والعقارات كاتتكرا بـ99 سنة، بحال اللي خداو الأرض فالميراث.
وهادشي كامل، كيتدار فظل صمت رسمي، وتواطؤ حكومي. الوزيرة شرفات أفيلال حاولات تنبه للأزمة المائية، قالو ليها “براكا من الهضرة”، حيث أخنوش – اللي كان وزير الفلاحة وسيد هاد المخطط – ما خاصوش يتحرج.
مولاي إسماعيل العلوي، وزير فلاحة سابق، قالها بلا لغة خشب: المخطط الأخضر خلق فلاحتين، وحدة عصرية عند الكبار كتاكل الغلة، ووحدة تقليدية عند الصغار كتاكل العصا. الدعم كيمشي لعند اللي عندو، والفلاح الصغير باقِي كيشوف السماء ويقول “اللهم اسق عبادك وبهيمتك”.
13 مليون مغربي ساكنين فالبوادي، كيتقاسمو 9 مليون هكتار، وكيعيشو على الأمل. ما كاين لا توزيع عادل، لا تأطير، لا سقي منتظم، لا حماية من التقلبات المناخية. ولكن الحكومة كترجع تهضر على “الجيل الأخضر”، بحال إلى ما وقع والو، بحال إلى ما كان حتى فشل.
فين هو الحساب؟
فين هي لجنة التقييم؟
فين هو التقرير اللي كيشرح علاش المشروع فشل؟
فين هو الوزير اللي تحاسب؟
فين هو الفاعل اللي تساءل على المال العام؟
ما كاين لا فين، لا حتى حد.
المخطط الأخضر ما خلا البلاد خضراء، خلاها كلها أسئلة يابسة.
السياسات العمومية فالمغرب بحال الزرع ديال الكيوي فموسم الجفاف: منظر جميل فوق، ولكن الجذور خاوية… واللي خاصو يتحاسب، دار راسو كيحصد النجاح، وخلانا نجرّو العطش.