رغم كل الشعارات والوعود، ما زال آلاف الأطفال في المغرب كيتقاداو فخدمة ماشي ديال سنهم، وكيواجهو يوميًا مخاطر كبيرة وهمّا مازالين بين 7 و17 سنة. حسب أرقام جديدة من المندوبية السامية للتخطيط، عدد الأطفال اللي خدامين فعليًا خلال سنة 2024 بلغ 101 ألف طفل، بانخفاض بـ8,2% مقارنة مع 2023، لكن الرقم ما زال كيخلّف حسرة وغصة، خصوصًا إلى عرفنا أن أكثر من 62 ألف طفل منهم كيديرو أعمال خطيرة!
الظاهرة كتشوفها أكثر فالبوادي، اللي فيها 2,5% من الأطفال خدامين، مقارنة بـ0,5% فالمدن. وزيد على هاد الشي أن الأغلبية الساحقة من الأطفال اللي كيدخلو سوق الشغل مبكرا هما ذكور، وكيتراوح سنهم بين 15 و17 عام، بمعنى أن المراهقة عندهم ماشي مرحلة نمو… بل مرحلة عرق وتعب.
أما المدرسة، فهي حلم بعيد. قرابة 88% من هاد الأطفال ما بقاوش كيقراو، و10,7% فقط كيحاولو يوازنو بين الدراسة والخدمة، بينما 1,6% ما عمّرهم قراو نهائياً. وهادشي كيورّي أن التعليم ما بقاش جاذب بما يكفي باش يمنع الطفل من التوجه نحو السوق قبل الوقت.
فين كيخدمو؟ القرويين تلقاهم فـ”الفلاحة والغابة والصيد”، بنسبة 70,3%، والمدنيين كيلقاو راسهم فـ”الخدمات” و”الصناعة”. لكن الخطير هو أن 62,7% من الأطفال خدامين فمهن مصنفة خطيرة، من البناء للصناعة للخدمة اليدوية، وكأنهم رجال كبار محشورين فبدن صغير.
وإذا جينا نشوفو الجذور، فالحكاية كلها كتدوز من باب الفقر. الظاهرة كتنتشر خصوصًا عند العائلات الكبيرة، واللي ماعندهمش مستوى دراسي عالي. 1,2% من الأسر اللي كيرأسها شخص بدون تعليم عندها طفل خدام، مقابل تقريبا صفر فالأسر اللي عندها رأس عائلة متعلم تعليم عالي.
هاد المعطيات كاملة كتأكد أن تشغيل الأطفال ماشي مشكل فردي، بل مشكل اجتماعي، مرتبط بالهشاشة، وبغياب فرص حقيقية للعيش الكريم. وماشي غير مسألة قانون، بل مسألة عدالة اجتماعية وفرص حقيقية.