منين كتفشل سياسة عامة، شكون كيتحاسب؟ الوزير اللي رسم الخط، ولا الموظف اللي مشى عليه؟
هاد السؤال هو للي كيطفو على السطح بعد “الإعفاء المفاجئ” للمديرة العامة لوكالة “أنابيك”، فحكومة كترفع شعار “الدولة الاجتماعية” وكتنسى الطريق ديالها كل مرة.

القرار جا رسميًا، لكن بلا كثير من الضوضاء… كأنه أمر روتيني، ماشي زلزال فواحدة من أهم المؤسسات الوسيطة اللي مفروضة تكون جسر بين الشباب وسوق الشغل.
ولكن واش اللي خاصو يتبدل فعلاً هو الوجوه؟ ولا الخرائط اللي كتترسم بعيد على الأرض، وتتحط فالمكاتب قبل ما تتحط فالميدان؟

منين كتخرج حكومة وكتقترح خارطة طريق للإدماج الاقتصادي، وكتعطي وعود بحال الحلوى، خاص تكون عارفة أن المؤسسات ماشي مصباح سحري، وماشي أي واحد تجيب ليه عصا سحرية وغادي يحل المعضلة.
“أنابيك” ماشي مسؤولة على نسبة البطالة، وماشي هي اللي كتقنن سوق الشغل، ولا كتخلق مناصب، هي مجرد واسطة… بين شباب تالف وسياسات تائهة.

إعفاء المديرة، كيف ما جا، كيبان بحال رسالة مشفّرة… مفادها أن الفشل لا يُغتفر، لكن فقط إذا جا من لتحت.
أما من فوق، فالمساءلة مؤجلة، وربما ممنوعة.

شحال من شاب دخل للوكالة، وخرج بكتيّب تحفيزي؟
وشحال من مشروع كيبان فالعناوين، وكيضيع وسط الأشهر اللي كيتقادى فيها التقرير فوق التقرير، والدراسة على الدراسة؟
وشحال من وزير جا، ودار خطة، ومشى، وخلّى الناس كيسولو بعضياتهم: فين وصلنا؟

السكوري، فخطاباتو، داير التشغيل على راسو تاج، كيهضر على الدينامية، وعلى الفعالية، وعلى المردودية… ولكن الواقع كيقول أن الحركة كثيرة، والنتيجة ما كاينة.
واللي زاد الطين بلة، هو أنه فكل أزمة، كيلقاو دائما واحد يعلقو عليه الفشل… أما الرأس، فكيبقى مرفوع وكأنه دار ما عليه وأكثر.

واش فعلاً المديرة كانت المشكل؟ ولا غير كانت الحلقة الأضعف؟
واش الإعفاء كان لتقويم المسار؟ ولا لتبرئة السياسات اللي كتشبه الزواق فوق حيط مقشر؟
واش الشباب اللي كيتسناو خدمة، غادي يفرحو بالإعفاء؟ ولا خاصهم يفرحو نهار يشوفو الوزير كيحاسب راسو، قبل ما يحاسب غيرو؟

الرسالة باينة:
ماشي كل فشل كيتحاسب، وماشي كل محاسبة كتعني إصلاح. أحياناً، كتعني فقط… نغسل يدينا ونقلب الصفحة.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version