تحوّلت رحلة عائلية بسيطة إلى شاطئ سيدي رحال، شمال إقليم برشيد، إلى فاجعة حزينة هزّت قلوب المغاربة، بعدما تعرّضت الطفلة غيثة، ذات الأربع سنوات ونصف، لحادث مأساوي، إثر صدمها بسيارة رباعية الدفع كانت تجرّ وراءها دراجة مائية (جيتسكي).

ووفق روايات شهود عيان، كان السائق يقوم بحركات استعراضية متهورة، قُرب منطقة مكتظة بالمصطافين، مما أدى إلى فقدانه السيطرة على المركبة، ودهس الطفلة الصغيرة، متسبباً لها في إصابات خطيرة على مستوى الرأس والفك، استدعت نقلها على وجه السرعة إلى المستشفى، وإدخالها مباشرة إلى غرفة العناية المركزة لإجراء عملية دقيقة.

لكن المأساة لم تتوقف عند الحادث، بل تضاعف وقعها حينما زار أحد أقارب السائق والد الطفلة بالمستشفى، وقال له ببرود: “حنا عندنا الفلوس”، في إشارة صادمة إلى نية طي الملف بـ”المال”، ما أثار غضب الأب، وأشعل موجة استياء واسعة بين المواطنين.

الناس ما سكتوش. وسرعان ما انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي دعوات للمحاسبة وصرخات تطالب بتحقيق العدالة للطفلة، من خلال هاشتاغ العدالة_لغيثة، مع مطالب واضحة بفتح تحقيق قضائي شفاف، ومعاقبة كل المتورطين، بمن فيهم من سمح بدخول مركبة خطيرة إلى شاطئ يعج بالأسر والأطفال.

وفي ظل هذا الغضب الشعبي، توجهت الأنظار نحو رجل واحد… رجل آمن به المغاربة في لحظات الشك، وهو عبد اللطيف الحموشي، المدير العام للأمن الوطني.

الحموشي ماشي مجرد اسم إداري، هو عنوان للصرامة والإنصاف، ورجل دولة كيخدم الوطن والمواطن بدون ضجيج. تاريخو معروف، وسيرتو المهنية كتسبق سمعته. في كل محطة كان فيها الحق مهدد، الحموشي كان حاضر، بلا أضواء، بلا شعارات، لكن بالفعل.

الثقة كبيرة أن الرجل اللي ما كيسمحش بالظلم، ما غاديش يسكت على واقعة بحجم دهس طفلة بريئة، ومحاولة طي الملف بكلام “فلوسي تشري سكوتك”.

المغاربة اليوم ما كيطالبوش بالمستحيل… كيطالبو بتطبيق القانون، وكيتشبثو بالأمل فـ مؤسسات الأمن والقضاء، ومعولين على رجال بحال الحموشي، اللي ماشي أول مرة يبرهن أنه فخدّمة الوطن والمواطن، ومع الحق.

غيثة تستحق العدالة، والمغاربة يستحقو يطمئنو أن الفساد ماشي هو اللي كيربح… ما دام بيننا رجال كيحسبو المسؤولية أمانة، ماشي امتياز.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version