الصيف رجع، ومعاه رجعات الحيرة ديال الجالية: “واش نمشيو نشوفو الوالدين ولا نخليوها لعام آخر؟”
من نيويورك لمونتريال، ومن باريس لفرانكفورت، ملايين المغاربة كيقلبو على تذكرة العودة، ولكن كيلقاو الحلم مربوط بـ”حجز مبكر”… وسعر مبالغ فيه كيكسّر القلب قبل الميزانية.
الوزير عبد الصمد قيوح قالها فمجلس النواب:
“الضغط على شركات الطيران هو السبب… والحل هو الحجز المبكر.”
كلام كبير وبارد، فيه الكثير من التنصل من المسؤولية، وكأن الحكومة كتقول للجالية:
“المشكل عندكم، دبر راسكم.”
ولكن هنا خاصنا نوقفو ونسولو:
واش الوزير همه المواطن، ولا هو الناطق الرسمي ديال لارام؟
لأن الحقيقة أعمق من هاد الجواب. الجالية المغربية ما كتعيش بترف، وما عندهاش ترف التخطيط لعام قدّام. الناس كتعيش اليوم بيومو، ومرة العطلة كتجي فجأة، ومرة الطوارئ كتفرض السفر.
فاش كتلقى أن تذكرة لبلادك كتوصل لـ13.000 درهم ومافوق، وفاش الحكومة كتعطي 800 مليار سنتيم دعم لشركة لارام اللي ما كتقدم حتى عرض محترم، كتسول راسك:
“واش هاد البلاد باغية ولادها يرجعو؟ ولا غير فالكلام الرسمي؟”
لارام، الشركة الوحيدة اللي كتستفد من المال العام، كتحوّل الفرحة الصيفية إلى مشروع استثماري مرهق. فاش كتقارن عروضها مع شركات أجنبية، كتلقى أن حتى “الخوا الخاوي” كيعطي عروض أفضل!
وهادشي كلو كيتناقض مع الخطاب الملكي اللي كيشدد كل عام على أهمية الجالية. جلالة الملك نصره الله كيأكد فكل مناسبة على ضرورة العناية بالجالية، وتقوية علاقتها بالوطن، وتحسين ظروفها وسبل تواصلها مع بلادها.
ولكن على أرض الواقع، مكاين لا تسهيلات، لا مبادرات، لا احترام!
ففين هي الحكومة؟
فين هو الوزير اللي يخرج ويقولها بوجه مكشوف:
“راه التمن ماشي معقول، وكنخدمو باش نصلحوه!”
لكن للأسف، الجواب اللي كيجي واضح:
“ما قدرتيش تخلص، ما تسافرش. ما عجبكش الحال، صبر!”
الناس ما بقاتش باغية خطابات، باغية تغيير.
باغية العدل فالثمن، وباغية تذكرة بحال الناس، مشي امتياز.
لأن حب الوطن ماشي امتياز…
والرجوع للوطن ماشي رفاهية…
والجالية ماشي ATM موسمي!