ما زال مخطط المغرب الأخضر، اللي كان كيتقدّم لينا بحال حلم كبير، محط جدل واسع، خصوصاً بعد اجتماع المجموعة الموضوعاتية بمجلس النواب يوم الثلاثاء 1 يوليوز 2025.
هاد الاجتماع خرج هاد المخطط من الظل، وفتح عليه أبواب النقاش العمومي، بعد ما تقاطرت تقارير صادمة كتكشف كوارث حقيقية على الميدان الفلاحي.
هاد المخطط، اللي كان تحت إشراف عزيز أخنوش وقت ما كان وزير الفلاحة، كان كيوعد الفلاحين بمستقبل زاهر، أراضي خضراء، وبحيرات عامرة، ولكن الحقيقة اللي ظهرت كانت صادمة:
ربع مليون هكتار طارو بحال الدخان.
الفرشة المائية تهلكات، والآبار بقات خاوية كتستنّى الرحمة من السماء.
الأسواق مولّعة، والأسعار طايرة بحال الصواريخ!
تقرير والي بنك المغرب المرفوع للملك دق ناقوس الخطر، وقالها بصراحة: المخطط الأخضر خلى الأمن الغذائي فالهوا، وخلّى البلاد تابعة تقلبات السوق الخارجي، اللي ما كيرحمش لا غني ولا فقير.
رابطة المهندسين الاستقلاليين ما بقاتش ساكتة، وقالت بوضوح: هاد المخطط خدم شوية ديال الكبار، وخلّى الصغار يغرقو فالأزمة. الفلاح الصغير ولاّ كيشوف أرضو كتنشف، وجيبو كيتفرّغ، وهو كيتفرّج.
النقابة الديمقراطية للفلاحة وجمعيات المجتمع المدني زادو فضحو الأرقام:
10 مليار دولار تصرفات فـ 10 سنين، ولكن النتيجة؟ لا تحسين في دخل الفلاح الصغير، ولا تحقيق للاكتفاء الغذائي.
الصادرات ما كاتغطيش حتى نصف الواردات، والمواطن باقي كيشري الغلة بحال اللي كيشري الذهب.
الخبير محمد الناجي وصف الوضع بـ”الكارثي”، وقال أن المخطط ركز على الفلاحة التصديرية وخلى الأمن الغذائي الوطني يطيح، ودمر المراعي، ونشف الموارد الطبيعية.
اليوم، أصوات كثيرة كاتطلع وكاتقول:
“شكون ربح من هاد المخطط؟ شكون دار الخير؟ وشكون خرج خاسر؟”
الجواب واضح: اللي عندو رؤوس أموال كبيرة، خرج رابح. الفلاح البسيط، خرج كيتسنى الغيث ويقلب على قفة رخيسة.
الفلاح اليوم ما كيبغيش يسمع وعود، باغي يشوف الخير في الزرع، في الما، في السوق، في جيبو، وفي المائدة ديال وليداتو.
المخطط الأخضر كان المفروض يكون فرصة ديال التنمية والكرامة، ولكن النتيجة خلاّت الفلاح حائر بين السماء والأرض.