عاد موضوع هروب الرياضيين المغاربة خلال البطولات الدولية إلى الواجهة، بعد الحادث الأخير اللي هزّ الرأي العام: خمسة لاعبين من المنتخب الوطني لكرة اليد لأقل من 21 سنة اختفوا في بولندا، واختارو يغامرو بمستقبلهم في المجهول، بحثًا عن فرصة جديدة خارج البلاد.
هاد الواقعة ما بقاتش مجرد حدث عابر، ولكن ولات عنوان كبير كيحمل أسئلة صعبة ومقلقة، كتدفعنا كاملين نراجعو المنظومة الرياضية ديالنا، ونسولو:
“علاش هاد الشباب كيهربو؟ شنو كيقلبو عليه برا؟ وشنو ما لقاوش هنا؟”
المستشار البرلماني عبد الرحمان وافا ما ترددش، ووجّه سؤال مباشر للوزير المسؤول على قطاع الرياضة، كيحذرو من خطورة الظاهرة، وكيطلب حلول عملية، ماشي شعارات.
اليوم، خاصنا نعترفو أن هاد الظاهرة ماشي مجرد “حالات فردية” كما كيتم تبريرها، بل هي نتيجة طبيعية لعدة عوامل متراكمة:
ضعف التأطير النفسي والاجتماعي.
غياب أفق مهني واضح بعد نهاية المسار الرياضي.
ظروف العيش اللي كتحرم الشاب الرياضي من كرامته وتحسّو أنه مجرد رقم في لائحة المشاركة.
الكثير من هاد الشباب كيشوفو في السفر “فرصة حياة جديدة”، بعيد على ضغوط يومية، وأحياناً حتى بعيد على الإحساس بالإهمال اللي كيعيشوه هنا.
كيشدو القميص الوطني بكل فخر في البداية، ولكن كيتحوّل عندهم لبطاقة عبور، باش يقدرو يفتحو باب أمل جديد برا، حتى لو كان هاد الباب محفوف بالمخاطر.
ماشي معقول نشوفو شباب موهوبين، درّبو سنين، كيبكيو يوم الرحيل، وكيسدو تليفوناتهم، لأنهم ما حسوش بالأمان، وما لقاوش اللي يسمع طموحاتهم.
اليوم، خاصنا نوقفو وقفة حقيقية:
كيفاش نضمنو تأطير نفسي متكامل للرياضيين، خصوصاً الشباب والقاصرين؟
فين هي فرص الإدماج المهني من بعد نهاية المسيرة الرياضية؟
كيفاش نحسسوهم أن المنتخب ماشي وسيلة للهروب، ولكن مصدر فخر وفرصة لبناء مسار في البلاد؟
الجامعات الرياضية، الأندية، والمدربين، كلهم خاصهم يكونو جزء من الحل، ماشي غير واجهة للمشاركة في البطولات.
الوزارة خاصها تدير خطط ملموسة، تخلق مراكز للاستماع والدعم، تدمج برامج التكوين، وتفتح نقاش حقيقي مع الرياضيين، ماشي غير لقاءات موسمية.
الرياضة ماشي غير ميداليات ولا شعارات، الرياضة هي حلم، تربية، وأمان.
شبابنا خاصهم يحسو أن بلادهم هي الملاذ، ماشي المطار، وأن القميص الوطني هو حلم العمر، ماشي جسر للهروب.