“ما خلّاوناش نهضروا”، “وصلات فينا العظم”، “كفى كفى كفى”… هكذا دوّى صوت ساكنة أيت بوكماز، وهم يخرجون في مسيرة سلمية موحّدة، يطالبون بأبسط حقوقهم الإنسانية: الصحة، التعليم، الطرق، وشبكة الاتصال.
في قلب الجبال، حيث المناظر تسرّ العين، تختبئ معاناة ناس عايشين التهميش منذ سنوات، رغم أن المنطقة مصنّفة سياحية وتستقطب الزوار من كل أنحاء العالم.
غياب البنية التحتية:
طرق محفرة، مستشفى بدون طبيب رئيسي، وأزيد من 30 دوار بدون تغطية صحية حقيقية. تلاميذ يدرسون عن بُعد عبر الواتساب، بلا شبكة، بلا تغطية، بلا مرافق. أطفال متفوقون، لكن أحلامهم معلقة بين صخور الجبال وضعف الشبكات.
لا سياسة… فقط كرامة:
أهالي بوكماز شدّدوا أنهم بلا لون سياسي، لا حزب ولا زعيم يوجههم. هم أبناء الجبل، رجال ونساء متحدون بكلمة واحدة: “الله، الوطن، الملك”. مطالبهم واضحة: تنمية حقيقية، لا وعود موسمية ولا شعارات انتخابية.
الريزو، التعليم، والصحة… مطالب عاجلة:
“واش حنا ماشي مغاربة؟” هكذا صرخ أحد السكان. غياب تغطية الهاتف والإنترنت جعل حتى صرف الدعم المالي للناس مهمة مستحيلة، حيث يضطر بعضهم للانتظار أياما أمام الوكالات بدون جدوى.
كرامة الإنسان أولاً:
“ما بغيناش نخليو بلادنا، ما بغيناش نبيعو أراضينا ونهجرو”، قالها أحد المتحدثين بدموع في عينيه. الناس يريدون البقاء في الجبل، بين أشجار التفاح ونسيم الجبال، لكن الحياة أصبحت لا تطاق، بسبب غياب البنيات التحتية والإهمال المزمن.
رسالة أخيرة للمسؤولين:
“كفى، كفى، كفى”، هكذا ختموا رسالتهم. دعوة مباشرة لكل مسؤول: عامل الإقليم، رئيس الجهة، الحكومة… “شوفوا من حالنا، حنا ما بغيناش شيء مستحيل، بغينا حقنا في الصحة، التعليم، الطريق، الريزو… وبغينا كرامة ولادنا”.
خاتمة :
“أيت بوكماز، الجوهرة المنسية، ترفض الموت البطيء… وساكنتها اليوم يختارون الصمود بدل الهجرة، والكرامة بدل الذل. فهل من مجيب؟”