في خضم الحرارة الخانقة، والجفاف الذي ينهش حقول الفلاحين وكؤوس المغاربة، اجتمعت لجنة القيادة للمخطط الوطني للماء الشروب والسقي 2027.
وزير التجهيز والماء، نزار بركة، خرج ليطمئن الناس: الوضعية تحسّنت شوية… ولكن، كاين ضغط كبير، وكاين دواوير كيصارعو باش يلقاو شربة ماء!
بركة قالها بصراحة: الحرارة القياسية خنقات الموارد المائية، والعديد من المناطق خصوصاً في العالم القروي تعاني من العطش الحقيقي، ماشي مجرد نقص بسيط في الضغط.
الحكومة غادي تقتني شاحنات صهريجية جديدة، باش يقدروا يزوّدوا هاد المناطق بالماء. ولكن السؤال: واش الماء اليوم خاصو يوصل بالشاحنات في بلد السدود والبحور؟
وزير الماء تحدث كذلك عن تسريع إنجاز بعض السدود وإعادة برمجة أخرى، وعن مشاريع تحلية المياه اللي غادي توصل — حسب الخطة — لـ1,7 مليار متر مكعب في أفق 2030.
خطط جميلة على الورق، لكن في الواقع، الناس باغين ماء اليوم قبل غدا، ماشي خطابات وردية تتهرب من حرارة الصيف وعطش العباد!
الفلاح كيشوف الزرع كيموت قدام عينيه، والأم كتفكر واش الماء غادي يكفي ولدها يستحمّى، والناس كيعدّو القطرات بحذر وكأنها كنوز ذهبية.
هاذي هي الحقيقة اللي خاص كل مسؤول يسمعها: الماء حياة، والمغاربة ما بقاوش باغين يسمعوا كلمات معسولة في القاعات المكيّفة، باغين حلول على الأرض، وباغين شربة ماء تُطفئ حرقة الصيف وحرقة الإهمال.
خاتمة :
الناس فالقُرى ما باغينش خطابات ديال المكاتب ولا أرقام براقة على الورق، الناس باغين يشربو، يسقّيو الزرع، ويحسو بأن اللي فوق كيشوفهم وكيحس بيهم.
الماء حق ماشي امتياز، وحياة الناس ماشي ملف يُدبَّر من بعيد.
واش غادي نبقاو نسمعو على التحلية والسدود، والدوار باقي كيعيش عطش القرون الوسطى؟
الوقت كيدوز، والأرض كتجفّ، والمواطن كيبقى يْترجّى غيمة ولا شاحنة، فاش يكون الأمل هو الما… كتموت الحياة قبل ما توصل!”