مدونة الشغل طاحت أخيراً فوق طاولة النقاش، والوزير يونس السكوري خارج كيقول بصوت عالي: “خاصنا نصلحو، خاصنا نواكبو، خاصنا نحميو!”
كلمات زوينة، موسيقى حلوة في الأذن، لكن المغاربة عارفين مزيان أن الشيطان كاين فالتفاصيل.
الوزير دار جولة في الدار البيضاء، وبدى كيهضر على البعد المجتمعي، وأنماط التشغيل الجديدة، وعلى الاقتصاد اللي خاصو يبقى نشيط… كلشي زوين. ولكن واش حارس الأمن اللي كيسهر الليل كامل، وعامل التوصيل اللي كيجري وسط الزنقات، غادي يحس بهاذ الإصلاح؟
السكوري وعد بتعديل مواد مدونة الشغل باش تحمي هاد الفئات الهشة. قال خاصنا نضمنو ليهم الأجور العادلة، وحقوقهم، وكرامتهم. ولكن، يا الوزير، المغاربة ما بقاوش كيثيقو فالكلام، باغين يشوفو الفعل، باغين يشوفو قوانين على الأرض، ماشي غير أوراق في الرفوف.
النقابات حضرات، وصوتها كان قوي: “بغينا العدالة الاجتماعية، ماشي ترقيع!” أما أرباب العمل، كالعادة، كيغنّيو على “المرونة”، وكيديرو عينيهم على الربح. والمواطن؟ باقي كيتفرج، كيشرب أتاي، وكيسوّل: “فين حقي وسط هاذ الصراعات؟”
الوزير شاف المونديال 2030 فرصة ذهبية، وقال خاصنا نوجدو الشباب، ونكوّنوهم، ونطلعوهم للمستوى العالي. كلام جميل، ولكن خاص المشاريع تكون حقيقية، ماشي غير باش ندوزو الصورة زوينة للخارج، بينما الداخل كيغلي.
السكوري دعا لمرونة “مؤطرة” وضبط صارم، وقال بلي خاصنا ندمجو التكوين مع الشغل. ولكن المواطن باغي مرونة فالثمن ديال الخبز، فالمصاريف اليومية، فالحياة اللي ولات بحال سباق الماراثون.
الحكومة اليوم واقفة قدام لحظة تاريخية: يا إما تدير إصلاح شجاع يحمي الأجير قبل الباترون، يا إما تزيد تكمل المسرحية اللي ملّ منها المغاربة.
مدونة الشغل ماشي مجرد نص قانوني، هي مقياس الكرامة، هي المرآة اللي كتشوف فيها الأمهات اللي كيسيقو لولادهم فالصباح، والآباء اللي كيهزو الصاك وكيخرجو يدوّرو على لقمة العيش.
اليوم، خاص الحكومة تجاوب: واش غادي تكون مع الأجير، ولا مع اللي عندو “كارت فيزيت” ثقيلة وجيوب معمرة؟
الكرة دابا في ملعبها، والمغاربة كلهم كيتفرجو… ما بقاوش يصفقو، بقاو كينتاظرو يشوفو شكون غادي يربح: كرامة المواطن ولا جيوب الكبار؟