فاطمة الزهراء المنصوري، الوزيرة التي تعرف خبايا المغرب العميق، خرجت هذه المرة لتقولها بصراحة: “ما وقع في آيت بوكماز ناقوس خطر، ويستدعي تدخلاً سريعاً ومسؤولاً.”

خلال الجلسة الافتتاحية للجامعة الصيفية لحزب الأصالة والمعاصرة، المنصوري ما اكتفتش بالشعارات، بل عبرت عن حزنها وغضبها مما وقع في هذه المنطقة الجبلية المنسية.

الوزيرة اللي سبق لها اشتغلت على المنطقة في إطار اتفاقية جهوية، عادت لتقول إن مطالب الساكنة، وخاصة إشكالية رخص البناء، مطروحة بجدية، وأن النقاش مفتوح والمعالجة في الطريق. لكنها، بنبرة صادقة، دعت المسؤولين المحليين والجهويين إلى التجاوب الفعلي، ماشي غير الوعود في الصالونات.

وأكدت المنصوري أن وزارتها رفعت مساهمتها في برنامج سياسة المدينة المخصص للعالم القروي من 20% إلى 37%، في خطوة لتقليص الفوارق المجالية، لأن المغرب، حسب قولها، ماشي غير الرباط والدار البيضاء، بل حتى آيت بوكماز وزاكورة وشيشاوة.

وتذكرت الوزيرة زيارتها الأولى لجهة بني ملال–خنيفرة بعد توليها المنصب، وكيف أشرفت بنفسها على توقيع مشاريع ميدانية، لكنها شددت أن الأوراق وحدها لا تكفي، والمطلوب هو التنفيذ الفوري.

وبنبرة صريحة، لم تخفِ المنصوري أن عدداً من الجماعات القروية ما تزال تشعر بالإقصاء، معتبرة أن هذا “واقع مؤلم لا يمكن الهروب منه”.

عامل الإقليم، حسن بنخيي، استقبل ممثلين عن سكان آيت بوكماز، وتعهّد بمعالجة مشاكلهم، وخاصة ضعف التغطية بالشبكة، لكن الساكنة اليوم تنتظر أفعالاً، لا بلاغات ولا صور رسمية.

مسيرة آيت بوكماز، اللي نزل فيها المئات للشارع، لم تكن مجرد احتجاج عابر، بل صرخة حقيقية من قلب المغرب العميق، تقول: “بغينا التنمية، بغينا الكرامة، بغينا نحسو أننا مغاربة بحال الآخرين.”

اليوم، على الحكومة أن تعي أن الكلام لم يعد يكفي. المغاربة في القرى والجبال باغين يشوفو نتائج، ماشي يسمعو خطب. باغين يشوفو شاحنات البناء، الاتصالات، البنيات، ماشي الوعود الفضفاضة.

المنصوري وضعت الإصبع على الجرح، وقالت: “الحكومة تتحمل جزءاً من المسؤولية، ويجب تدارك التأخر.”

السؤال الآن: واش المسؤولين غادي يسمعو هاد النداء، ولا غادي يبقاو في مكاتبهم المكيفة، يكتبون في الأوراق ويقولون “غداً أحسن”؟

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version