من قلب واحة هادئة، صامدة، معروفة برجالها ونسائها اللي كيحافظو على الأرض والماء قبل كل شيء، خرج صوت ساكنة فجيج قوياً، حاداً، وبدون لف ولا دوران: “إلى متى سيستمر اللعب بمدخرات هذه الواحة؟ إلى متى ستبقى كرامة المواطن معلّقة في يد مقررات لا تحترم إرادته؟”
الاحتقان اللي تعرفاتو المنطقة ما جا من فراغ. ساكنة فجيج كلها، بإجماع مستشاريها يوم 26 أكتوبر، قالتها صراحة: “لا للانضمام إلى مجموعة الشرق، لا للشركة بكل أشكالها.” صوت واضح، ما فيه لا لبس ولا غموض، ولكن للأسف، ما زال كاين اللي باغي يدير الصمّ والعمى.
اليوم، الثقة في المؤسسات كتنقص مع كل يوم تأخير، وكل قرار فوقي ما كيحترمش نبض الساكنة. ساكنة فجيج ما بغاتش يكون القرار مجرد توقيع في مكاتب مكيفة، بل باغياه يخرج من القلب، من الأرض، من صوت الواحة اللي عاشت مئات السنين في صمت وصبر.
الناس ديال فجيج قالوها: “قمنا، وسنواصل، 20 شهر وأكثر، وحنا في الساحات، في الوقفات، في المسيرات، حتى يتحقق النصر المبين، وحتى ترجع الكلمة لأصحابها الحقيقيين.”
اليوم، الأرض والماء ماشي سلعة. الواحة خط أحمر. وساكنة فجيج ما غاديش تتراجع، حتى يسمعو لهاد النداء: “كفى من العبث، كفى من الاستهتار بمصير أجيال كاملة.”
تحية عالية لأهالي فجيج اللي وقفوا صف واحد، للرئيس ديال المجلس اللي قاد المسيرة بكل شجاعة، ولكل واحد وواحدة خرجوا يهتفوا: “الأرض لنا، الماء لنا، والقرار لنا.”
ساكنة فجيج أعطت درس كبير في الصمود، في الوحدة، وفي حب الأرض. اليوم، السؤال اللي باقي معلق: واش المسؤولين غادي يسمعو قبل ما يفوت الأوان؟ ولا غادي يبقاو غارقين فقرارات فوقية، بعيدة على هموم الناس، حتى يضيع ما بقى من الواحة؟
واحة فجيج كتنادي، والأرض كتغوت: “ما تبيعونيش، ما تخونونيش… الأرض والماء خط أحمر!”