في خطاب مطول، خرج هشام المهاجري، برلماني حزب الأصالة والمعاصرة، يحكي قصة حياته بحماس كبير، وكأنه يقدّم عرضاً تحفيزياً أكثر من كونه نقاشاً سياسياً مسؤولاً.

المهاجري بدأ حديثه بطرح سؤال افتراضي:

«غادي يقولوا: البام جاب برلمانيين ميسورين كيحاضروا على الدولة الاجتماعية!»

جاوب مباشرة بحكايته: كيفاش كان ولد تاجر بسيط فأنزكان، قرا بالمجان، شد الباك، كمل فكلية العلوم، دوز مدرسة في تسيير المقاولات، بدا مبادرة خاصة، حتى ولا رجل أعمال ناجح، واليوم كيدافع على المواطنين. نفس المسار تقريباً حكا على زميله عادل البيطار، اللي بدأ من تجارة بسيطة فشيشاوة حتى ولا موثق ورئيس هيئة الموثقين.

حسب المهاجري، كل هذا النجاح تحقق بفضل «الدولة الاجتماعية» المغربية، اللي كيعتبرها امتداد طبيعي للتضامن الشعبي المتجذر في ثقافتنا، من الرتبية، إلى التعليم المجاني، حتى صندوق المقاصة والمطاعم المدرسية.

لكن هنا يجي السؤال الحقيقي: واش الدولة الاجتماعية اللي كيتحدث عليها المهاجري ما زالت حية وسط المغاربة، ولا غير ذكرى جميلة كيدوزو بيها البرلمانيين فخطاباتهم؟

اليوم، ملايين المغاربة كيتسناو تبرعات باش يديرو عملية جراحية، كيتقاسمو الدواء، وكيقراو ولادهم فمدارس عمومية هشة بحال البنايات القديمة المهددة بالسقوط. الدولة الاجتماعية اللي كيتغنى بيها المهاجري، باينة غير فالشعارات، غايبة تماماً فالميدان.

وما زاد الطين بلة، هو هجومه على حزب العدالة والتنمية، اللي وصف برامجه، خاصة دعم الأرامل، بالشعبوية وبأنها ما كانتش موجهة فعلياً للمعنيين الحقيقيين.

المهاجري دخل فجدال طويل حول من أسس البرامج الاجتماعية، من نفذها، ومن خانها، وكأنه صراع شخصي بين أحزاب، ماشي مسؤولية وطنية اتجاه مواطنين محتاجين.

وكأن هذا ما كفاش، حاول المهاجري يركب على موجة آيت بوكماز، المنطقة الجبلية اللي سكانها خرجوا يطالبوا بأبسط الحقوق: طريق، مستوصف، مدرسة، ماء صالح للشرب.

المهاجري بغا يبان قريب من هموم الناس، ولكن الحقيقة، ساكنة آيت بوكماز ما محتاجاش خطابات طويلة، محتاجة حلول واقعية، مشاريع ملموسة، وأفعال تحس بيها في الحياة اليومية.

المغاربة اليوم، ما بقاش يهمهم شكون سبّ شكون، ولا شكون دار «لايف» أطول، ولا شكون حفظ قصص النجاح ديالو. اللي يهمهم:

شنو تغيّر فحياتهم اليومية؟

شكون جاب الطبيب للدوار؟

شكون صلح المدرسة وفتح الطريق؟

شكون وفر الماء والشغل والكرامة؟

آ سي المهاجري، التضامن ماشي حكاية رومانسية نحكوها فالبرلمان باش نصوّرو رواحنا أبطال. التضامن هو خدمة ميدانية، بناء مستوصفات، إصلاح مدارس، فتح طرقات، تحسين الدعم، وتوزيع الثروات بعدل.

آيت بوكماز اليوم، باغية تشوف الفعل، ماشي الكلام. باغية تشوف الطريق، ماشي التصاور. باغية الطبيب، ماشي البرلماني اللي كيدير لايفات. باغية كرامة، ماشي تذكيرها بتاريخ الرتبية اللي ولى جزء من الماضي.

وخلاصة الكلام: المغاربة اليوم عاقو، بغاو يشوفو دولة اجتماعية حقيقية على الأرض، ماشي فوق المنصات. السياسة ماشي حلبة ديال تبادل التهم، السياسة خدمة ومصداقية وجرأة في مواجهة الواقع.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version