جلسة اليوم الاثنين بمجلس النواب ما كانتش عادية، ولا حتى عابرة.
كانت لحظة صدام بين صوت برلماني جرئ، ومشهد سياسي اعتاد الصمت والتواطؤ مع الغياب.

البرلمانية عائشة الكرجي، عن الفريق الاشتراكي – المعارضة الاتحادية، وقفت في نقطة نظام وقالتها بدون لف ولا دوران:
“هذا غياب ممنهج، واستخفاف بالبرلمان، واللي كيغيبو ماشي أسماء عابرة!”

بهدوء لكن بحزم، سمّت الوزراء الغائبين:
فاطمة الزهراء المنصوري، أديب بن إبراهيم، ليلى بنعلي…
لكن لما وصلات لنزار بركة، قالتها بالحرف:
“غياب الوزير نزار بركة كارثة عظمى.”

هنا، تقلبت الطاولة.
الفريق الاستقلالي اعتبر الكلام إهانة، ودار احتجاج فوري وسط الجلسة، وسط صراخ ومطالبة باعتذار وسحب العبارة.

رئيسة الجلسة نادية التهامي حاولت تضبط الأعصاب وقالت: “راه المغاربة كيشوفونا!”
لكن الأصوات كانت أعلى، والغضب كان أقوى.

وبين التوتر والاحتجاج، اقترح رشيد حموني رفع الجلسة للتشاور.
وهكذا، بدل مناقشة الأسئلة، تحولت الجلسة إلى درس مباشر في من يتحمّل المسؤولية؟

رسالة الكرجي ما خاصّهاش اعتذار، خاصّها تأمّل:

حين تقول نائبة برلمانية أن غياب الوزراء هو عبث، وتُسمّي الأمور بمسمياتها، فالرد ما خصوش يكون الصراخ، بل الاعتراف أن البرلمان ليس مسرح صامت.

الغياب الوزاري ماشي رقم فلوائح، بل مؤشر على أزمة أعمق:
أزمة احترام المؤسسات، وأزمة توازن السلط، وأزمة تواصل مع شعب فقد الثقة.

يا ترى، واش البرلمانيين اللي كيتحاسبو؟ ولا الوزراء اللي كيختارو متى يحضرو ومتى يغيبو؟
ولا بصراحة.. كولشي غايب، واللي حضر مجرد ديكور؟

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version