تصوّر معايا: سياسي من الطراز الرفيع، زعيم حزب، ونائب برلماني… كيدوز بواحد الطوموبيل ديال الدولة، مشى بها مباشرة لأنشطة حزبية!
الناس صوروه، والناس سولات:
“آش جاب الطوموبيل العمومي فالاجتماع الحزبي؟”
السيد محمد أوزين، الأمين العام لحزب الحركة الشعبية، ما تكلفش بالتجاهل، ما هربش من السؤال، وخرّج تصريح كيبان منو أنه واضح ومرتاح:
“ماعنديش سيارة باسم الحزب، وشراؤها غادي يكون حتى هو من المال العام… إيوا قلت نستعمل وحدة وحدة، ترشيداً للنفقات!”
مزيان… كلام متوازن، فيه لمسة اقتصاد، لكن… هل يبرر “الترشيد” الخلط بين المهام؟
بين ما هو حزبي وما هو برلماني؟
بين تمثيل الأمة وتمثيل السنبلة؟
السيد أوزين، فتصريحو، كيعتبرو استعمال مشترك وذكي للموارد:
سيارة واحدة تخدم وجهين من نفس الشخص، نائب وأمين عام.
ولكن… فعيون المواطن، كيبقى السؤال معلق:
فين كيسال البرلماني، وفين كيبدا السياسي؟
إذا كانت سيارة البرلمان مُخصصة لخدمة الصالح العام،فهل استعمالها في حضور نشاط حزبي يدخل في هذا الصالح؟
أم أن الأمر يتعلق بتمرير حزبي داخل غلاف دستوري؟
راه مشي أول مرة كنشوفو فيها اختلاط السلط والمهام.
ولكن هاد المرة، السيارة كشفت الطريق…
وربما حتى المسافة بين المؤسسة والحزب!
السي أوزين قال إن “هاذ اليقظة من طرف المواطنين” كتشرفو،لكن حنا كنزيدو عليه ونقولو:
هاذ اليقظة واجب… لأنها هي لي كتحمي البلاد من انزلاق صغير كيبدا من “غير طوموبيل”، وكيكبر لثقة مفقودة في الحدود بين المنصب والزعامة.