كشفت مصادر إعلامية أن مداخلة النائب البرلماني هشام المهاجري، خلال الجامعة الصيفية لحزب الأصالة والمعاصرة، أشعلت موجة عارمة من السخط في صفوف مهنيي الصحة، بعد أن اختار تسفيه جسد التمريض المغربي، عبر صور نمطية رخيصة لا تليق بمن يحمل صفة “ممثل الأمة”.

فحين يُختزل دور الممرضة في “وضع الحنّاء”، والممرض في “لعب الورق”، فذاك ليس نقدًا… بل انحدار أخلاقي مدوٍ، وتجنٍّ فجّ على فئة ضحت بصمت في الهامش، حيث لا كاميرات ولا خطب سياسية.

نقابات تستشيط… وكرامة المهنة تُنتهك من منصة حزبية

المكتب الجهوي للجامعة الوطنية للصحة، تحت لواء الاتحاد المغربي للشغل، وصف ما جرى بـ”الانزلاق المهين”، مذكّرًا النائب الموقر أن من يتحدث عنهم بتلك الخفة، هم من واجهوا الجوائح، وضمدوا جراح البلاد دون سؤال عن الثمن.

أما الكونفدرالية الديمقراطية للشغل فوصفت التصريحات بـ”الرعناء”، رافضة تحويل معضلات بنيوية تراكمت لعقود إلى نكت سياسية باهتة تُروى في الجامعات الصيفية.

وجاء الموقف الأكثر حِدّة من النقابة الوطنية للصحة العمومية، التي اعتبرت ما صدر محاولة مفضوحة لـ”جلد الضحية”، وهروبًا ساذجًا من تحمل تبعات فشل السياسات العمومية في قطاع يُدار منذ سنوات بمنطق الارتجال.


مفارقة سياسية: النائب يُهاجم… والحكومة في صمت مطبق

هل يجهل النائب المهاجري أن حزبه يحتل موقعًا مركزيًا داخل الحكومة؟ أم أن اللعب على الحبلين بات منهجًا لا يستدعي الخجل؟

فمن يتحدث عن “حنّاء الممرضات”، تجاهل أن العشرات منهن يُعِلن استقالات جماعية من مراكز نائية، بسبب غياب الحماية، وانعدام النقل، وحرمانهن حتى من الماء الصالح للشرب.

ومن يُحمّل الأطر التمريضية فشل المنظومة، أغفل أن بعض المستوصفات لا تتوفر حتى على مقياس حرارة أو كرسي متحرك… فكيف نطالبهم بالعطاء وسط خواء مدوٍّ؟

الخطاب السياسي حين يختلط بـ”البوز”… تضيع الكرامة في الزحام

إن ما صدر عن نائب برلماني لا يمس فقط جسد التمريض، بل يكشف عن أزمة أعمق في الرؤية والخطاب السياسي.
خطابٌ يُفضّل النكتة على التقييم، والتهكم على التشخيص، ويتعامل مع الفئات المهنية بمنطق الفرجة لا بمنطق الإنصاف.

فهل هكذا تُحترم الكفاءات الوطنية؟
وهل هكذا تُبنى الثقة في المؤسسات؟

خلاصة :

ليس الممرض من يحتاج إلى دروس في الواجب… بل السياسي الذي اختلطت عليه وظائف التهريج بمسؤولية التمثيل.

والحنّاء، في نهاية المطاف، تُغسل… لكن التصريحات التي تُلطّخ الكرامة، تبقى ندبة على جبين السياسة.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version