يبدو لي أن السي أوزين في مقاله الإنشائي الفارغ الخالي من المعرفة والأيديولوجية والسياسة، يشتغل بالضبط على طريقة “طه سليمان حمودة” الذي اخترعناه نحن أيام الامتحانات الشفوية بالجامعة في السلك الثالث.

القصة باختصار: كنت أنا وصديقي خالد بوزرود Khalil Bouzroud أمام أستاذ متخصص في تحليل الخطاب، أستاذ محترم وموسوعي، طرح سوالا عاما ومركبا، وبما أن العناد والتحدي والزعرنة الثقافية في زمن الجامعة كانت موضة، تفضلت وطرحت فكرة مركبة تجمع بين المنطق وأصول الفقه واللسانيات، وبدت فكرة عبقرية لدرجة أنني أنا نفسي نسيتها الآن،

فعلا الفكرة اثارت الاستاذ، اوقفني وسالني عن المصدر. قلت له بكل ثقة: من كتاب “المعنى عند الأصوليين” للدكتور طه سليمان حمودة، دار صادر، بيروت، بدون تاريخ.

الأستاذ تلف عند العنوان، وحتى أداري الاستاذ ما دمت في داره، قلت له: الكتاب موجود عند صديق في الدار البيضاء يشتغل مع الدكتور محمد مفتاح، واسترسلت في بسط الفكرة.

وقبل أن أنهي مداخلتي ورطت بوزرود معي، قلت: “وفيما يخص، وفيما يتعلق بحانب اللسانيات التداولية، أترك الكلمة للزميل خالد بحكم تخصصه في التداوليات”.

وبما ان خالد مكناسي، فلا خوف على الشخصية المكناسية المركبة، فعلا خالد سرح بنا في المعنى والسياق وبدأ يقدم ويضرب في الأمثلة حتى تخيلت الاستاذ يقول: يا ليته سكت.

وهكذا خرجنا بأول نقطة في الشفوي، ومن يومها خالد ما زال مسجّل رقمي في هاتفه باسم د. طه سليمان حمودة، وكلما اتصل بي يبدأ بـ: “أهلاً دكتور سليمان حمودة”.

المهم، أوزين اليوم يعيد نفس الأسلوب: أخطاء لغوية بالجملة، ونِسَب إلى تشومسكي أقوالا لو سمعها الرجل لرفع قضية قذف معرفي.

والأسوأ، يصنّف علاء الدين بنهادي وعلي بوعبيد كخطين متوازيين!

يا سيدي هذا تصنيف من أيام ما كان الإنترنت رفاهية، وكلامهما يمكن أن يقوله أي طالب سنة أولى في الجامعة.

خلاصة القول: مقالك يا السي أوزين، لا عنده ساس ولا راس… ثم لا تنسَ، أن طه سليمان حمودة مات قبل اختراع الإنترنت، واش بهذ المقالات قادر تقنع علاء الدين بنهادي وعلى بوعبيد؟!

بهذه الخربشات باغي تقنع النخبة تكون معك في الحزب؟!!

خاي أوزين… خاصك تواضع وتجلس قدام بنهادي وبوعبيد تقرا شوية. والله العظييييم.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version