بقلم: نعيم بوسلهام

في الوقت الذي تعرف فيه العلاقات المغربية الفرنسية انتعاشاً لافتاً، خصوصاً بعد إعلان باريس دعمها لمشروع الحكم الذاتي بالصحراء، اختارت صحيفة لوموند أن تفاجئ الرأي العام بتحقيق مطول عن “أجواء نهاية حكم محمد السادس”. تحقيق يفتح ملفات حساسة: الوضع الصحي للملك، صراعات النخبة، وملف أصدقاء القصر… فهل الأمر مجرد صحافة استقصائية؟ أم أن وراء الأكمة ما وراءها؟

لنكن صريحين: التوقيت ليس بريئاً. المغرب اليوم في موقع قوة دبلوماسية، نجح في فرض رؤيته بخصوص الصحراء، وأصبح لاعباً محورياً في إفريقيا، فيما تتراجع اليد الفرنسية التقليدية لصالح شركاء جدد من الخليج، أمريكا، والصين. في هذا السياق، هل يمكن قراءة مقال لوموند كـ“رسالة تحذير” من باريس بأن أوراق الضغط لم تُحرق بعد؟

الأخطر أن المقال لم يكتفِ بالمعطيات السياسية، بل غاص في تفاصيل شخصية عن الحياة الخاصة للملك وعائلته. هذا لا يخدم المعرفة بقدر ما يعيد إنتاج سردية قديمة: ملك ضعيف، انتقال غامض، ونظام على حافة الاهتزاز. سردية مغرية لمن يريد كبح اندفاعة المغرب نحو استقلالية القرار.

الإعلام الفرنسي ليس منفصلاً عن لعبة النفوذ. من يقرأ تاريخ العلاقات المغاربية-الفرنسية يعرف أن الصحافة كانت دائماً ذراعاً غير رسمية للدبلوماسية. اليوم، ونحن على أعتاب مونديال 2030 وشراكات طاقية بمليارات الدولارات، يبدو أن بعض الدوائر في باريس تهمس للرباط عبر أعمدة لوموند: “لا تنسوا من يمسك بخيوط صورتكم في الخارج”.

السؤال: هل سيرد المغرب بتوضيح، أم بصمت واثق؟ الأرجح أن الرباط تدرك اللعبة جيداً… وربما هذه ليست سوى الجولة الأولى.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version