تشهد الساحة الثقافية والرياضية في المغرب منذ سنوات بروز اسم شركة Avant Scène Media، التي ارتبطت بتنظيم عدد من التظاهرات الكبرى، قبل أن تعلن مؤخرًا تغيير اسمها إلى Enseigne Digitale بمقتضى تسجيل رسمي في المحكمة التجارية بالرباط أواخر يوليوز 2025.
خطوة أثارت تساؤلات متجددة حول خلفيات هذا التغيير وعلاقته بالجدل القائم بشأن الصفقات العمومية.

تقول مصادر إعلامية إن الشركة، التي راكمت خبرة طويلة في مجال التواصل والتسويق وتنظيم الأحداث، حصدت عقودًا بملايين الدراهم في معارض وندوات وتظاهرات رياضية وثقافية.

ويذهب منتقدون إلى أبعد من ذلك بالحديث عن “هيمنة” شبه مطلقة للشركة على الصفقات، خصوصًا في ما يتعلق بالأنشطة المنظمة من طرف وزارة الثقافة والشباب والتواصل أو تلك المرتبطة بجامعة كرة القدم.

ويضيف متابعون أن الشركة تُقدَّم في الكواليس باعتبارها “مقربة” من رئيس الجامعة الملكية لكرة القدم فوزي لقجع، وهو ما يمنحها، حسب روايات غير مؤكدة، أفضلية في الحصول على مشاريع استراتيجية، ضمنها الحديث المتداول عن إمكانية تكليفها بتنظيم افتتاح ونهائي كأس أمم إفريقيا المقبلة.
غير أن هذه الأخبار تبقى إلى اليوم في خانة التكهنات الإعلامية، في غياب أي إعلان رسمي أو وثائق مناقصة منشورة.

من جهة أخرى، سبق لصفقات بارزة أن أثارت الجدل، مثل عقد تنظيم المعرض الدولي للكتاب والنشر (SIEL) الذي فازت به الشركة بقيمة فاقت 45 مليون درهم، وهو ما أثار نقاشًا حول حجم المبالغ الموجهة إلى قطاع التنظيم والتواصل، في وقت تعاني فيه قطاعات أخرى من ضعف التمويل العمومي.

وبين من يعتبر الشركة نموذجًا لنجاح فاعل اقتصادي استطاع أن يفرض نفسه بفضل خبرته وشبكة علاقاته، ومن يرى فيها رمزًا لغياب المنافسة الشريفة، يظل الملف مفتوحًا على أسئلة أعمق: هل يعكس تغيير الاسم مجرد إعادة تموقع تجاري، أم أنه محاولة للهروب من ضغط إعلامي متنامٍ؟ وهل نحن أمام مقاولة رائدة بفضل كفاءتها، أم أمام احتكار مُقنّع يطرح إشكالات حول شفافية تدبير المال العام؟

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version