كشفت مصادر إعلامية أن رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار، عزيز أخنوش، استغل المحطة التواصلية الخامسة بجهة مراكش آسفي ليعيد إنتاج خطاب يقدّم فيه حكومته كفاعل استثنائي، في مقابل تصوير باقي الأحزاب كـ“دكاكين سياسية” موسمية.

غير أن هذا الخطاب الذي يتغذى من لغة التفوق والتميّز، يظل حبيس المنصة، بعيداً عن واقع يومي يعجّ بالانتظارات.

في كلمته، اعتبر أخنوش أن “المشاريع الكبرى التي تتحقق اليوم هي ثمرة عمل الحكومة”، رابطاً كل منجز بوصاية ملكية ومصداقية حزبية، في محاولة لشرعنة خيارات الأغلبية وامتصاص النقد المتزايد.

لكن، بين حديثه عن “تحلية المياه” و“توسيع المطارات” و“إصلاح التعليم”، ما زال المواطن يصطدم بعطش القرى، وفوضى النقل الجوي، وأزمات المدرسة العمومية.

أكثر من ذلك، حين تحدّث رئيس الحكومة عن تدبير مخلفات زلزال الحوز، سرد لائحة اجتماعات ولجان، وكأن الأرقام والجداول كفيلة بطمس مشهد سكان ما زالوا تحت الخيام بعد مرور شهور على الكارثة.

في قطاع الصحة، حاول أخنوش تحويل أعطاب مستشفى الحسن الثاني إلى إرث تاريخي يعود لـ67 سنة، في حين أن السؤال الجوهري هو: ماذا فعلت الحكومة الحالية لتغيير هذه المعادلة؟ الإشادة بنزول وزير الصحة إلى الميدان لا تمحو صور الطوابير في أقسام المستعجلات ولا النقص المزمن في الأدوية والأطر.

أما في التعليم، فتم الترويج مجدداً لبرنامج “مدارس الريادة” كإصلاح مفصلي، بينما النقاش العمومي يغلي حول هشاشة المحتوى البيداغوجي وضعف الموارد.

اللافت أن أخنوش ختم حديثه بانتقاد مسؤولين وأطباء لم يؤدوا واجبهم، موجهاً سهام المحاسبة نحو الحلقة الأضعف، في وقت يظل تدبير الموارد، وتخصيص الميزانيات، وتدبير السياسات الصحية والتعليمية رهين قرارات حكومته وأغلبيته.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version