كشفت مصادر إعلامية أن راشيد الطالبي العلمي، عضو المكتب السياسي للتجمع الوطني للأحرار، حاول من جديد تلميع صورة الحكومة خلال محطة مسار الإنجازات بمراكش، حيث اعتبر أن “الهجمات السياسية” مجرد فقاعات لا تؤثر في صلابة الأغلبية ولا في إرادة الحزب.
لكن خلف هذه اللغة المكررة يطل سؤال أعمق: هل يكفي وصف الانتقادات بالفقاعات لتجاوز واقع العجز الاجتماعي والاقتصادي؟

العلمي استحضر أمثلة مثل برنامج دعم السياحة بعد جائحة كورونا، الذي رُصدت له 2.6 مليار درهم، ليقدمه كحجة على نجاح الحكومة.
غير أن هذا المنطق الانتقائي يغفل أن السياحة عادت أساساً بفضل انفتاح الأسواق العالمية وتخفيف القيود الصحية، بينما بقيت قطاعات حيوية كالصحة والتعليم غارقة في نفس الأزمات البنيوية.

الإصرار على ترديد شعار “الدولة الاجتماعية” يبدو وكأنه تعويذة سحرية أكثر منه سياسة ملموسة. فالمواطن الذي ينتظر سريرًا في مستشفى عمومي أو مقعدًا محترمًا في قسم دراسي مكتظ، لا يعنيه كثيرًا الكلام عن “إصلاحات هيكلية ستُسجّل في التاريخ”.
التاريخ لا يُكتب بالشعارات، بل بالأرقام والنتائج.

الطريق السهل هو تحويل كل نقد إلى “وجبة سريعة” أو “فقاعة عابرة”، أما الطريق الصعب فهو مواجهة الحقائق: عجز الميزانية الذي يتسع، الخدمات العمومية التي تنهار، وتضارب المصالح الذي ينهك الثقة الشعبية.
وهنا بالضبط يُختبر معنى “الصلابة” التي يتحدث عنها قيادي الأحرار: هل هي صلابة في مواجهة المشاكل، أم مجرد صلابة في إنكارها؟

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version