When Development Becomes a Game… and the Naked Are Gifted a Digital Ring
كشفت مصادر إعلامية “الصباح” أن وزير الشباب والثقافة والتواصل، محمد مهدي بنسعيد، قرّر، بتنسيق مع مسؤولين في الدار البيضاء، إنشاء فضاء ضخم للألعاب الإلكترونية بقيمة 15 مليار سنتيم، في وقتٍ يعيش فيه الشباب المغربي تحت وطأة تحدياتٍ معيشية واقتصاديةٍ متشابكة تمتدّ من التعليم إلى الصحة وفرص الشغل.
الخطوة، التي أثارت نقاشاً واسعاً داخل أوساط المجالس المنتخبة، وُصفت بأنها «مشروع فاخر في زمن الحاجة»، إذ أعادت إلى الأذهان القصة الشهيرة لماري أنطوانيت حين قالت للفلاحين الجياع: «إذا لم يجدوا الخبز، فليأكلوا الكعك».
وكأن الوزير يقول اليوم لشباب المغرب: «إذا لم يجدوا صحةً وتعليماً… فليجدوا ألعاباً إلكترونية.»
المشروع، وفق المعطيات نفسها، يُدار في إطار شراكةٍ بين الوزارة الوصية وجماعة الدار البيضاء ومجلس العمالة، ويتضمّن منصةً رئيسية تتّسع لـ 5000 متفرج، وفضاءاتٍ للتدريب والمؤتمرات، ومركزاً للشركات الناشئة في قطاع الصناعات الرقمية، إلى جانب موقف سياراتٍ يتّسع لـ 400 عربة.
ويُقدَّم رسميًا كـ«نقلة نوعية في مجال الثقافة الرقمية والابتكار الشبابي»، و«استثمارٍ في اقتصاد المعرفة والإبداع»، غير أن منتخبين محلّيين عبّروا عن تحفظهم على طريقة إعداد المشروع وغموض المعايير المعتمدة في اختيار المستفيدين، معتبرين أنه «من المشاريع التي تسير بمنطق الزربة والغفلة».
واختصر أحد المنتخبين المفارقة في جملةٍ شعبيةٍ تختزل الحكمة والتهكم معاً:
«أش خاصك أ العريان؟ خاتم أمولاي.»
هكذا، وبين خطاب التنمية ومشهد الواقع، تتجلى المفارقة المغربية في أوضح صورها: دولةٌ تُتقن بناء الواجهات الحديثة، لكنها لم تحسم بعد سؤال العدالة في ترتيب الأولويات.
فحين تتحوّل التنمية إلى لعبةٍ رقمية، يصبح الخاتم رمزاً للزينة أكثر منه وعداً بالإصلاح… ويغدو «العريان» عنوان مرحلةٍ تكتفي بالتجميل بدل التغيير.
