Hello Thursday… The National Day of Mass Appointments as if the State Were an Employment Office
صار يوم الخميس في المغرب موعدًا ثابتًا، لا لاجتماع مجلس الحكومة فقط، بل لطقسٍ إداريٍّ متكرّر يُشبه “اليوم الوطني للتعيينات”.
كل خميس تُعلَن دفعة جديدة من المسؤولين، وكأن الدولة مكتب تشغيل عموميّ يُوزّع المناصب كما تُوزّع نشرات الطقس.
فخلال اجتماع اليوم، صادق المجلس مرة أخرى على سلسلة من التعيينات العليا:
زهير سقلي مديرًا للشؤون المالية والعامة بوزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج،
محمد آمين بلحاج مديرًا للدبلوماسية الاقتصادية،
أحمد بوحجر مديرًا للمعهد العالي للمهن التمريضية وتقنيات الصحة بالداخلة،
شهيد لكبيدي مديرًا للمركز الوطني لعلامة جودة مؤسسات التربية والتعليم،
إلهام بنغنو مديرة للدراسات الاستشرافية والإحصاء والتخطيط،
إكرام بوعياد مديرة لتنظيم التعليم الأولي،
محمد نوفل عامر مديرًا للنهوض بحقوق الأشخاص في وضعية إعاقة،
عادل بورزمة مفتشًا عامًا بوزارة الاستثمار والتقائية وتقييم السياسات العمومية،
زين العبيدين ابريطل كاتبًا عامًا بوزارة النقل واللوجيستيك،
محمد بروي مديرًا للتقييم والمراقبة البيئيين والشؤون القانونية بوزارة الانتقال الطاقي،
وأخيرًا غيثة الغرفي مديرة عامة للمؤسسة المستقلة لمراقبة وتنسيق أعمال التصدير التابعة لوزارة الفلاحة.
هكذا تحوّل مجلس الحكومة إلى ورشة أسبوعية لتوزيع المناصب، وكأن الإدارة المغربية ماكينة لا تتوقف عن الدوران.
وتيرة هذه التعيينات لم تعرفها أي دولة أخرى، لأن التعيين في باقي الأنظمة يُعد حدثًا نادرًا ومؤطَّرًا، بينما في المغرب صار جزءًا من الروتين، يُدرج تحت بند “ما يُستجد من أعمال”.
المفارقة أن كثرة التعيينات لا تعني بالضرورة كثرة الكفاءات، بقدر ما تُعبّر عن حالة عطشٍ إداريٍّ مزمن، وعن نظامٍ يُعيد تدوير نفس الوجوه بأسماء جديدة.
حتى صار السؤال المشروع:
هل نحن أمام دولة تُصلح مؤسساتها، أم أمام دولة تُجدّد مناصبها كل أسبوع لتبدو متجدّدة؟
وفي انتظار الخميس المقبل، نقولها بنكهة ساخرة:
مبروك على الناجحين في مباراة الخميس الوطني للتعيينات!
بلادنا فعلاً فريدة… فيها “مجلس حكومة أسبوعي، وتعيينات أسبوعية، وأمل أسبوعي”،
أما المواطن، فموعده مع الوعود… إلى أجلٍ غير مسمّى.
