A Father’s Cry from Targuist, Al Hoceima Province, Rekindles the Debate on the Social State and the Right to Healthcare

تناقلت عبر مواقع التواصل الاجتماعي فيديو يوثّق صرخة أبٍّ مغربي من داخل مستشفى القرب بمدينة ترجيسفت، إقليم الحسيمة، وهو يحمل طفله ذا الأحد عشر عامًا الذي يعاني من كسرٍ في يده، في مشهدٍ مؤلمٍ يلخّص أزمة القطاع الصحي في المغرب العميق.

المقطع، الذي صُوّر بهاتفٍ محمول مساء الجمعة، أظهر قاعة الاستعجالات شبه خالية من الأطقم الطبية، فيما يُسمع صوت الأبّ وهو يشرح أن ابنه يتألّم منذ ساعات دون أن يجد طبيبًا يعاينه.
كان الحديث بسيطًا وصادقًا، لا يحمل أيّ لغةٍ سياسية أو عدائية، بل صرخة أبٍ يرى طفله يتألّم ولا يجد من يسمع.

الفيديو الذي انتشر بسرعةٍ على المنصات كشف مفارقةً مؤلمة: الطبيبة المناوبة، بدل أن تستجيب للنداء الإنساني أو تتواصل مع زملائها، اتصلت برجال الأمن.
بعد دقائق، دخلت دورية الشرطة إلى المستشفى، لتتحوّل لحظة الاستغاثة إلى مشهد استجوابٍ داخل مؤسسةٍ يُفترض أن تكون ملاذًا للمرضى.

في الفيديو، يُسمع الأبّ وهو يقول بهدوء:

“ما كنتش باغي نفضح، كنت باغي نستنجد… ولدي كيتقطع قدّامي بالألم وما لقيت حتى طبيب.”

المشهد التقطه كثيرون باعتباره رمزًا للانفصام بين المواطن والمؤسسة؛ حين يصبح الهاتف وسيلةً للنجدة لا وسيلةً للتشهير، وحين يُستدعى الأمن قبل الطبيب، يصبح الخلل أعمق من مجرّد تأخّرٍ في المداومة.

بعد ساعاتٍ من التوتّر، تدخّلت السلطات المحلية ممثَّلةً في الخليفة ورئيس الدائرة، وتعاملت كما يقول الأب “بروحٍ راقية واحترامٍ كبير”، فتم استدعاء طبيبٍ على وجه السرعة. النتيجة: الطفل يعاني شقًّا في العظم، خضع للتجبير، ومنح شهادةً طبية بخمسة عشر يومًا.
لكن الندبة النفسية التي تركها المشهد بقيت أعمق من الجرح.

الفيديو أثار نقاشًا واسعًا بين النشطاء والحقوقيين الذين رأوا فيه مرآةً مصغّرة لفشل الدولة الاجتماعية في ضمان الحدّ الأدنى من الحقّ في الصحة.
في المغرب، حيث تتكرّر مشاهد الانتظار الطويل وغياب الأطقم الطبية، صار المواطن يشعر أنه يطلب خدمةً استثنائية حين يطلب العلاج، وكأنّ الصحة امتيازٌ لا حقّ.

صرخة الأب لم تكن لحظةً عابرة في فضاء الإنترنت، بل حدثًا يختزل أزمة الثقة بين المواطن ومؤسساته. الكلمات التي قالها بهدوء داخل الفيديو كانت أبلغ من أيّ بيانٍ رسمي:

“ما أردت لا شهرةً ولا مشاكل… أردت فقط كرامةً لابني، أن أجد طبيبًا بدل شرطي، وابتسامةً بدل تحقيق.”

عبارةٌ قصيرة، لكنها هزّت وجدا آلاف المغاربة الذين شاهدوا الفيديو وتعرّفوا فيه على أنفسهم فكلّ من مرّ يومًا بباب مستشفى عمومي في المغرب يعرف هذا الإحساس بالهشاشة، ويعرف أن أبًا من ترجيسفت لم يكن يصرخ وحيدًا، بل كان يصرخ باسم وطنٍ بأكمله يبحث عن “الدولة الاجتماعية” خلف كاميرا هاتفٍ مكسور.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version