Health Marketing Minister… Polishing Offices While Hospitals Stay on Life Support
الكراسي أولًا… والمرضى بعد الميزانية.
في وزارة الصحة، يبدو أن “راحة المكتب” صارت أهم من “أنين المريض”.
بين قسم الإنعاش وكرسي الوزير… ضاعت الأولويات.
في المغرب، المرض يُنتظر في طوابير المستشفيات… لكن “الأثاث الإداري” لا ينتظر.
فبينما يبحث المواطن عن سريرٍ في قسم الإنعاش، تبحث وزارة الصحة عن كراسٍ جديدة لمكاتبها.
فبعد صفقة الأنظمة المعلوماتية التي أثارت جدلًا واسعًا داخل القطاع، يواصل وزير الصحة والحماية الاجتماعية، أمين التهراوي، مسلسل الطلبات العمومية، وهذه المرة عبر طلب عروض دولي جديد لشراء معدات وأثاث مكتبي لفائدة المصالح المركزية للوزارة، بكلفةٍ تفوق 1.5 مليون درهم، أي ما يعادل حوالي 150 مليون سنتيم.
كشفت مصادر إعلامية أن الصفقة، التي تحمل الرقم 29/2025/ق.م.س.ش.ع/ك.ع، من المرتقب أن تُفتح أظرفتها يوم 19 نونبر المقبل بمقر خلية تنسيق الصفقات بالرباط، وتشمل شراء معدات المكتب بقيمة 426 ألف درهم، وأثاثًا إداريًا بقيمة 1.07 مليون درهم.
الوزارة تقول إن الغاية “تحسين ظروف العمل وتحديث البنيات الإدارية”.
لكن مهنيين في القطاع يرون أن الوزارة “تُحسّن المكاتب وتُهمّش المرضى”، وأن “التحديث لا يُقاس بنوعية الكراسي بل بمدى وصول الخدمات إلى المواطن البسيط”.
في الوقت الذي تُصرف فيه ملايين الدراهم على تجهيز المكاتب، تشتكي مستشفيات المملكة من نقصٍ في الأسرة، غياب أجهزة الأشعة، وانقطاع الأوكسجين في بعض المناطق.
ومع ذلك، يبدو أن “راحة الموظف” أهم من “سلامة المريض”.
وزارة التهراوي أصبحت تُشبه شركة تسويقٍ صحي أكثر من كونها مرفقًا عموميًا.
لغة العروض والصفقات غلبت لغة الإصلاح والإنقاذ، وكأن المطلوب أن تلمع المكاتب حتى لو تآكلت الأقسام.
حين تتحوّل الصحة إلى إدارة… يصبح المريض ملفًا رقميًا، والوجع بندًا في الصفقة.
هكذا تُمارس الوزارة “الإصلاح الإداري” فوق جثّة الخدمة العمومية.
