Baytas Distributes Answers in Bulk, While the Nation Waits in Line
مصطفى بايتاس يعتلي المنصّة كمن يُقدّم نشرة التفاؤل الرسمية. الأرقام تصفّق، والعبارات تبتسم، والميكروفون يتحوّل إلى ميزان للشفافية.
لكن في خلفية المشهد، ما زال الوطن واقفًا في طابورٍ طويلٍ من الأسئلة التي لا تجد جوابًا واحدًا يُقنع الجيوب ولا يملأ المائدة.
قال بايتاس إن الحكومة الحالية أكثر تفاعلًا مع البرلمان من كل الحكومات السابقة، بل بالأرقام الدقيقة: 28 ألف جواب برلماني، منها 5560 شفويًا، و23 ألفًا و200 جواب كتابي بنسبة تجاوب تفوق 69%.
أرقام تُقدَّم كبرهان على الانفتاح، لكنها تخفي وراءها سؤالًا بسيطًا: ماذا تغيّر بعد كل هذه الإجابات؟
فالإحصاء قد يُرضي المتحدث، لكنه لا يُقنع المواطن.
حين تتحوّل الرقابة البرلمانية إلى سباقٍ في العدّ، تفقد السياسة معناها، ويتحوّل البرلمان إلى “مكتب استلام أجوبة” لا مؤسسة مساءلة.
الجواب الذي لا يغيّر واقعًا يشبه التصفيق بلا لحن، والشفافية التي لا تُنتج أثرًا تتحوّل إلى مرآة تُعيد الضوء على الحكومة نفسها.
الحكومة تتباهى بنسبة تجاوبها، لكنها تتناسى أن الجواب الحقيقي في الأثر لا في الورق:
في المدرسة التي تنتظر أستاذًا، في المستشفى الذي يفتقد طبيبًا، وفي المواطن الذي لا يطلب رقمًا بل تغييرًا.
وحين تُستبدل المحاسبة بالتفاعل، يصبح الحوار البرلماني واجهة تواصل… لا مساءلة.
بايتاس يجيد هندسة الخطاب: كلمات مطمئنة، نبرة واثقة، وأرقام دقيقة كأنها حساب مصرفي.
لكن ما بين الجملة والأخرى، يطلّ واقعٌ لا تقدر عليه اللغة. واقعٌ يتحدث بلغة الغلاء، والبطالة، والانتظار الطويل أمام شبابيك الوطن.
إنها مفارقة دولةٍ تتحدث بلغة المؤشرات… بينما يعيش شعبها بلغة الصبر.
في النهاية، تبدو الحكومة كمن يوزّع الإجابات بالجملة لتغطية عجزٍ في الفعل.
وما دام الوطن في طابور السؤال، ستظلّ الإجابات تتكاثر… دون أن تقترب من الحقيقة.
