Fouzi Lekjaa Frees Football from Taxes… While Citizens Keep Guarding the Goal

حين يصبح الإعفاء الضريبي مكافأةً للترفيه بدل الإنتاج، يُدرك المغاربة أن الدولة بدأت تُمارس “اللعب المالي الجميل” خارج الميدان.
فوزي لقجع، الوزير المنتدب المكلّف بالميزانية، قرّر أن يمنح “الشركات الرياضية” خمس سنواتٍ من العفو الجبائي، وكأن الكرة أصبحت قطاعًا استراتيجيًا مثل الفلاحة أو الصناعة أو الطاقات المتجددة.
لكن الفرق أن تلك القطاعات تُنتج الثروة، فيما هذا القطاع يستهلكها بأناقة العشب الأخضر.

لقجع قدّم قراره بوجهٍ خبيرٍ وعباراتٍ تقنيةٍ توهم بالمنطق الاقتصادي. قال إن الإعفاء يهدف إلى “إدماج قطاع غير مهيكل داخل المنظومة المنظمة”.
لكن أيّ منطقٍ هذا الذي يُعفي الأغنياء ليُقنع الفقراء بدفع المزيد؟
هل إدماج الأندية يعني إعفاءها من الضريبة أم إخضاعها مثل باقي الشركات التي تشتغل في ظروفٍ أشدّ قسوة؟

الأندية الكبرى في المغرب لا تشتغل خارج القانون، بل خارج المنطق المالي.
ميزانياتٌ تُضَخّ من المجالس المنتخبة، دعمٌ عمومي بلا مبرّر، وصفقات إشهار من شركاتٍ عمومية تُغدق الملايين، ثم يأتي الوزير ليمنحها خمس سنواتٍ إضافية من “العفو المالي” وكأنها صدقةٌ رياضية.

لقجع يعرف جيدًا أن كرة القدم لم تكن يومًا خارج المنظومة الجبائية، بل خارج المحاسبة.
مشكلتها ليست في الضريبة، بل في الشفافية: من أين تأتي الأموال؟ كيف تُصرف؟ من يراقب عقود الانتقالات؟ من يوقّع صفقات الإشهار؟
أسئلة لا تجد جوابًا لأن القطاع يعيش في منطقة رمادية بين الشغف والصفقات.

المغاربة الذين يشاهدون مباريات “البطولة الاحترافية” على شاشاتهم لا يعلمون أن الفرق التي تشكو من الديون تُعفى اليوم من الضرائب، وأن المدرجات التي امتلأت بالهتافات أصبحت الآن تملأ أيضًا ملفات الميزانية.
المواطن الذي يدفع فواتير الماء والضوء بدم القلب سيكتشف أن ناديه المفضّل يعيش خمس سنواتٍ بلا ضرائب باسم “الهيكلة”.
أيّ هيكلةٍ هذه التي تُبنى على الإعفاءات لا على الكفاءة؟

لقجع، الذي يجلس بين وزراء المال والكرة، يعرف كيف يُدافع عن الأرقام كما يُدافع عن شباك المنتخب.
لكن في هذه المرّة لم يُسجّل هدفًا، بل فتح باب الشك.
فحين تُمنح الامتيازات للفرق التي تملك الملايين، يُصبح الإنصاف المالي مجرّد تمريرةٍ في ملعب الشعارات.
والحكومة التي تُغني الناس بـ”الدولة الاجتماعية”، تُغني الأندية بإعفاءٍ ضريبيّ يشبه الهدية أكثر مما يشبه الإصلاح.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version