Morocco’s Oases Between Drought and Billions: Development Evaporated in the Sands of Slogans

حين تتحول التنمية إلى سراب، وتتبخر الملايير في صحراء “المغرب الأخضر”، تصبح الواحات مرآةً تُظهر ما تخفيه البلاغات: جفاف في الأرض وجفاف في الرؤية.
المغرب يتباهى بشعاره الزراعي الكبير، بينما واحاتُه تختنق عطشاً تحت شمس الوعود.
الميزانيات تُعلن بالملايير، لكن النخيل يذبل، والفلاح يئن، والوزارة تكتفي بسقي الوعود عبر بلاغاتٍ رطبةٍ في زمن الجفاف.

في جلسة أسئلة شفوية مثيرة داخل قبة البرلمان، وُجّهت انتقادات لاذعة إلى وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات التي يرأسها أحمد البواري، بسبب ما وصفه نواب بـ“فشلٍ ذريع” في إدارة وتنفيذ برامج التنمية الخاصة بمناطق الواحات وأشجار الأركان.
النائب ميمون عاميري لم يكتفِ بالانتقاد، بل كشف واقعاً مقلقاً يعكس حجم الإهمال والتبديد المالي، قائلاً بصراحة: “أين اختفت كل تلك الملايير؟” في إشارةٍ إلى الأموال الطائلة التي صُرفت على مشاريع لم تر النور على أرض الواقع.

إقليم زاكورة، الذي يحتضن أكبر واحة نخيل في إفريقيا، يعيش اليوم حالة تدهورٍ بيئيٍّ غير مسبوقة بسبب ضعف تدخل وزارة الفلاحة وغياب أي متابعة حقيقية من الوكالة الوطنية لتنمية مناطق الواحات وشجر الأركان.
مشاريع كان من المفترض أن تجدد النخيل وتدعم الفلاحين المستقلين لم تُنفّذ منذ أكثر من عقدين، بينما تركزت أغلب البرامج في مناطق شجر الأركان حيث النفوذ والمصالح أقوى.

الفلاحون المستقلون خارج الحسابات، والتعاونيات الصغيرة لا ترى من الدعم سوى اسمه.
التنمية تُوزَّع بالمحاباة، والأرض التي كانت تُنبت الخير صارت تُنبت الغبار.
الوعود تتكرّر كل موسم، لكن النتيجة واحدة: واحات تختنق، وفلاحون يهاجرون، وحكومة تواصل تصدير الخطابات بدل الحلول.

الفضيحة لم تعد في تبديد المال العام فقط، بل في غياب المحاسبة والجرأة على قول الحقيقة.
الوزير أحمد البواري يقف أمام مرآةٍ قاسية: مشاريع لم تُنفّذ، أموال لم يُكشف مصيرها، وواقع يزداد تصحّرًا.
فحين تغيب الرقابة، تنمو الفوضى على حساب الأرض والإنسان.

واحات زاكورة ليست مجرّد نخيلٍ عطشان، بل ذاكرة وطنية تختنق بصمت.
وإذا لم تُفتح تحقيقات نزيهة وجادة، فستبقى التنمية مجرّد سرابٍ في صحراء الشعارات.
أما الملايير، فتمضي كما الماء… لا تترك أثرًا إلا في التقارير.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version