Lighting That Dazzles at Night… and Rain That Exposes Stadiums by Day: Lekjaa Facing a Reality Ahead of His Narrative

لم يمضِ وقتٌ طويل على فضيحة ملعب البريد بالرباط حتى حملت أمطار طنجة الرمال نفسها، وأسقطت ما تبقى من الثقة في قدرة المشاريع الرياضية الكبرى على الصمود أمام أبسط اختبار طبيعي.

بدا وكأن المغرب يعيش أسبوعاً تتكفّل فيه السماء وحدها بمهمة فحص الجودة، وكشف الفوارق بين الخطاب الرسمي وواقع الأرض.

فأمس، وفي يوم يفترض أن يكون احتفالياً، تحوّل ملعب طنجة الكبير – ابن بطوطة إلى مشهد مقلق:
مصابيح الإضاءة الجديدة التي صُمّمت لتزيين الافتتاح، انهمرت منها المياه كأنها فوهات مفتوحة، في مشهد بدا أقرب إلى «حمّام شعبي» منه إلى منشأة خضعت لتجديد يفوق 360 مليون دولار.
لم يكن المشهد مجرد تسرب بسيط، بل صورة تختصر حقيقة مرّة: الملعب الذي أُعيد بناؤه ليكون واجهة المغرب الرياضية، تعرّى قبل أن يجفّ اسمه من حبر الافتتاح.

إن الأمطار التي كشفت هشاشة ملعب البريد قبل أيام لم تكن خطاباً إعلامياً، بل كانت دليلاً مادياً على أزمة أعمق في منظومة الإنجاز، المراقبة، والتسليم. وما حدث في طنجة لم يكن سوى فصل جديد في كتاب واحد: كتاب منشآت تُنجز بسرعة، وتنهار بسرعة أكبر.

وهنا يعود اسم فوزي لقجع إلى الواجهة.
فالرجل الذي شيّد، خلال السنوات الأخيرة، خطاباً يرتكز على الدقة، والجودة، والصرامة في تتبع المشاريع، وجد نفسه هذه المرة أمام واقع لا يمكن تزيينه بالمصطلحات.
الواقع، بكل بساطته ووضوحه، قال شيئاً واحداً:
الملعب الذي صُمّم ليكون علامة على الريادة، لم يصمد أمام مطر لا يتجاوز دقائق.

هذا الاختبار العفوي أسقط الفارق بين الصورة والحقيقة.
بين الافتتاح المُنمّق والنتيجة المُحرجة.
بين الإضاءة التي تُبهر في ليل المباريات، والمطر الذي يفضح كل شيء في نهارها.

وتطرح هذه الوقائع أسئلة مشروعة لا يمكن القفز عليها:
أين كانت لجان المراقبة الهندسية؟
كيف تُسلَّم منشأة بهذا الحجم دون ضمان عزل مائي هو في الأصل من أبجديات البناء؟
ومن يتحمّل المسؤولية أمام جمهورٍ أصبح يرى تكرار الأخطاء أكثر من تكرار الإنجازات؟

لقد أثبتت الأيام الماضية أن المغرب، وهو يتأهب لاستضافة كأس إفريقيا ثم مونديال 2030، لا يحتاج إلى ملاعب تلمع تحت الأضواء، بل إلى ملاعب تصمد تحت المطر.
لا يحتاج إلى صور افتتاحية، بل إلى اختبارات واقعية.
ولا يحتاج إلى خطاب مُحكم، بل إلى أعمال مُحكمة.

إن مواجهة الواقع ليست ترفاً ولا جدلاً سياسياً، بل شرطاً أساسياً لبناء الثقة في دولة تريد أن تتقدّم، لا أن تعود إلى مشاهد كان يُفترض أن تبقى في الماضي.

كيف يمكن أن نتحدّث عن طموحات عالمية، بينما تنهار منشآتنا أمام شتاء معتدل؟

هذا السؤال، بكل وزنه وعمقه، لم يعد موجهاً إلى الأمطار…
بل إلى المسؤول الذي أصبح الواقع يتقدّم على خطابه.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version