When Billions Speak and Farmers Wait: Who Truly Benefits from the 300 Billion Dirham Support?

تعيش السياسة الفلاحية في المغرب لحظة تدقيق غير مسبوقة.
وخلال جلسة الأسئلة الشفوية ليوم الاثنين 17 نونبر 2025، قدّم وزير الفلاحة أحمد البواري عرضاً مطوّلاً حاول من خلاله تثبيت السردية الحكومية حول دعم يناهز 300 مليار درهم خلال السنوات الأخيرة، مؤكداً أن الفلاح الصغير not الكبير هو المستفيد الأول.
ورغم يقين الوزير بأرقامه، تظل الأسئلة خارج القبة أكثر حدّة: هل ينتقل هذا الدعم فعلاً إلى الحقول… أم يبقى محصوراً في دفاتر البرامج؟

قدّم البواري أرقاماً كبيرة، أبرزها صرف 3 مليارات درهم خلال أسبوعين فقط، مع استفادة 714 ألف مربي ونسبة 90% موجّهة للكسابة الصغار.
لكن خلف هذا السيل المالي السريع، يطفو سؤال بسيط يردده الفلاح في يومه العادي: هل وصل الدعم فعلاً إلى من ينتظره؟

وفي جانب آخر من الصورة، تشير المعطيات الرسمية إلى مخزون سدود لا يتجاوز 3.89 مليارات متر مكعب بنسبة ملء لا تتعدى 28%، ما فرض حصص ري لا تتجاوز 8% من الحاجيات الوطنية.
ورغم هذه المعادلة القاسية، تتحدث الحكومة عن نمو بـ6% خلال الموسم الماضي، وهو رقم يبدو إيجابياً، لكنه لا يمنع من طرح السؤال الحقيقي: هل يقيس النمو قوة القطاع… أم قدرة الفلاحة على البقاء رغم عطشها؟

وعرض الوزير كذلك برنامج الإنتاج للموسم 2025–2026، يتضمن 5 ملايين هكتار من الزراعات، و4.4 ملايين هكتار من الحبوب، وتوفير 1.5 مليون قنطار من البذور، و650 ألف طن من الأسمدة، و400 ألف هكتار للزرع المباشر.
برنامج واسع وواعد على الورق، لكنه يصطدم في الميدان بتحديات تختلف تماماً: شحّ المياه، ارتفاع الكلفة، وتقلبات السوق. وهنا يطرح السؤال نفسه: من يستطيع فعلاً استثمار هذه الأرقام؟

وفي ما يتعلق بالقطاع الحيواني، أعلنت الوزارة استمرار تنفيذ البرنامج الملكي لإعادة تشكيل القطيع بكلفة 12.8 مليار درهم، إلى جانب تمديد تعليق الرسوم على استيراد اللحوم الحمراء للحفاظ على التوازن في السوق.
خطوات تبدو ضرورية، لكنها تحمل سؤالاً موازياً: هل يحافظ الدعم على توازن السوق… أم يخفي اختلالاً أعمق لا يُقال؟

300 مليار درهم مبلغ قادر على تغيير وجه الريف، لو وصل حيث يجب أن يصل.
ورغم ثقة الحكومة في روايتها، يبقى الفلاح الصغير هو المعيار الوحيد القادر على قياس الحقيقة: هل تحسّن وضعه فعلاً؟ أم ما زال ينتظر دوره في آخر الصف بينما تتقدّم الأرقام عليه بخطوات؟

فالحقول لا تقرأ البلاغات، ولا تتأثر بالأرقام… بل بما يصلها فعلاً من دعم، وماء، وعدالة.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version