Minutes Between Two Hospitals… and a Tragic Incident Inside a Tramway
اهتزّت مدينة سلا صباح يوم الأربعاء 19 نونبر 2025 على واقعة صادمة:
سيدة في وضع صحي حرج تُنقل إلى مستشفى مولاي عبد الله، لكن لا يتم استقبالها.
يتم توجيهها مباشرة نحو مستشفى مولاي يوسف دون تقييم أولي أو إسعاف فوري، كما لو أن الوقت تفصيل ثانوي، والوضع الحرج مجرد معلومة إضافية لا تغيّر شيئاً.
وبينما كانت الأسرة تبحث عن وسيلة إسعاف، اضطرت الأم إلى ركوب الطرامواي الرابط بين الرباط وسلا، لتضع مولودها داخل العربة أمام ركّاب مذهولين… قبل أن يفارق الحياة في لحظاته الأولى.
واقعة بهذا الحجم لا يمكن اختزالها في “سوء تدبير”، بل هي صورة مُقلقة للحظة يصل فيها المواطن إلى المستشفى وهو غير متأكد هل سيتم استقباله… أم يُعاد توجيهه كما يُعاد توجيه الملفات الإدارية.
قد نختلف في السياسة، وقد تتباين الآراء حول طرق تدبير القطاع الصحي، لكن لا أحد يستطيع أن يبرّر كيف يمكن لحالة مستعجلة واضحة، حاسمة، ومهددة للحياة أن تضيع بين مؤسستين صحيتين .
العالم كله يعتمد قاعدة بسيطة: الحالة الحرجة تُستقبل أولاً… وتُسأل عن التفاصيل لاحقاً.
لكن في هذه الواقعة كان العكس تماماً: التوجيه سبق الإسعاف، والانتظار سبق النجدة، والولادة حدثت داخل وسيلة نقل عمومية بدل قاعة طوارئ.
هذا الحادث لا يحتاج اتهامات صريحة ولا خطاباً انفعالياً.
يكفي أن نطرح السؤال الذي يرافق كل حالة استعجالية لا تجد من يستقبلها: كيف يمكن لمنظومة صحية أن تعجز عن استقبال امرأة على مشارف الولادة؟
وما معنى المستشفى إذا لم يُفتح بابُه حين تكون الحياة على دقائق؟
الطفل الذي لم يُمنح فرصة للبقاء لم يرحل بصمت؛ ترك وراءه سؤالاً يخصّ كل المواطنين:
هل الحق في العلاج ما زال حقاً… أم أصبح احتمالاً؟
