في الوقت الذي تعيش فيه جماعة الرباط واحدة من أسوأ الأزمات الإدارية، حيث توالت الاعتقالات والفضائح كما تتوالى مواسم الاعراس، تفضل العمدة فتيحة المودني اعتماد نظام “السكوت التام”، وكأن المدينة كلها في عطلة إدارية مفتوحة.
المدير العام للمصالح تشد مباشرة بعد رجوعه من الكاميرون فمهمة رسمية، ورئيس قسم التعمير ورئيس مصلحة الرخص لاحقوه لدار الضيافة القضائية، ومع ذلك، العمدة كتطبق مبدأ: “لا أرى، لا أسمع، لا أصرح”. واش هذا صمت سياسي ولا تأمل إداري؟
حزب العدالة والتنمية فالمجلس، اللي ما بقاش فيه غير الصوت، بعت سؤال كتابي للعمدة يسول: شنو واقع؟ شكون عارف؟ شكون داير راسو ما شاف ما سمع؟ ولكن، العمدة باقية مخبية المعلومة بحال شي وصفة سحرية.
الساكنة تتساءل: واش العمدة كانت فعلاً فالكاميرون باش تشجع الاستثمار، ولا كانت كتقلب على منفذ للهروب من المسؤولية؟
التقارير كتحكي، الحسابات كتشير، والنواب كيتفاجؤوا بأنهم آخر من يعلم، وكأن التسيير كيدوز من تحت الطابلة. بل حتى بعض أعضاء المكتب المسير تيقولو ما فراسهمش، وكأن الرباط ولات تدار من قروب واتساب خاص ماشي من قاعة الاجتماعات.
اللي خاص يتفهم هنا، هو أن المواطن ماشي خضرة فوق طعام، وعندو الحق يعرف شكون كيشد الميزانية، وشكون كيدوّز الرخص، وشكون كيشوف ويسكت.
الفساد الإداري ماشي نكتة، ولا لعبة شطرنج بين رؤساء الأقسام، بل هو فشل سياسي كيخص يتحاسب. وإذا كانت العمدة غايبة عن الكلام، فالساكنة حاضرة بالسؤال: فين غاديين بينا؟