في كل مرة كيكون فيها خصاص ولا أزمة، كيرجعو المسؤولين المغاربة يشيرو بأصبع الاتهام لعوامل خارجية: مرة البترول، مرة القمح، ومرة الحروب اللي دايرة فالعالم، وكأن المغرب معزول عن الواقع الاقتصادي الداخلي ديالو.
هاد المرة، خرج وزير الصناعة والتجارة رياض مزور، ولكن ناب عليه عمر حجيرة، وقال لينا بأن عجز الميزان التجاري راجع لارتفاع أسعار البترول وتبدّل الأوضاع الدولية، وذكر بالحرب اللي اندلعت بين إيران وإسرائيل كسبب فارتفاع الأسعار فهاذ الأيام الأخيرة.
آه، فهمنا، ولكن واش هاد الشي جديد؟! واش المغرب ماشي دولة كتستورد بترول منذ عقود؟ واش الميزان التجاري ماشي فيه خلل هيكلي ماشي غير ظرفي؟!
وزيدوها على هاد الشي:
منين كيكون البترول طالع فالسوق الدولي، كنسمعو عذر “السوق العالمي تبدّل”، و”خاصنا نتكيّفو”، و”الأزمة خارجة عن إرادتنا”… ولكن منين كيطيح الثمن، وكتوصل البرميلات لنص التمن، كيصمتو المسؤولين، وكأنّ شي حاجة ما وقعات!
السؤال اللي داير فبال كل مغربي:
علاش إلى طلع البترول كيتزاد الثمن فالضو والطوبيسات والمازوط، ولكن إلى هبط كيبقى داكشي بلا ما يتحرّك؟!
ولاّ حنا شعب خاصنا غير نخلصو “الفرق” باش الحكومة تكمّل مشاريعها اللي ما كنعرفوش واش فعلاً كتخدمنا، ولا غير كتشري بيها الكاط كاط وتبني بيها المقرات الفخمة وتدوز بيها المناقصات على المقاس؟
الجواب واضح:
حنا كنخلصو حتى فالسكون ديال السوق… ماشي غير فالعواصف ديالها!
حجيرة فاجتماع لجنة القطاعات الإنتاجية، دار تقييم شامل لاتفاقيات التبادل الحر، وقال بأنها أثّرت على الاقتصاد الوطني، ولكن فاش كتجي لحظة النقد الذاتي أو المراجعة الفعلية، كيبقا الخطاب ديما دبلوماسي: “نحتاج تطوير الاتفاقيات… نبحث بدائل استراتيجية…”، ولكن لا أحد يتحدث عن مراجعة جذرية أو إعادة نظر حقيقية.
أما فاش جاب طاري الضرائب الجمركية الجديدة اللي فرضاتها أمريكا على بعض الواردات المغربية، بدا الحديث على “الإجراءات الاستباقية”، و”حماية المقاولات الوطنية”، و”تنويع الأسواق”، ولكن الواقع؟ كثير من هاد المقاولات ما عارفاش حتى كيفاش تصمد قدّام الموجة اللي جاية.
واش خاصنا نذكّرو السي مزور ورفاقه أن الميزان التجاري ماشي رقم كيطلع ويهبط بسبب حرب هنا ولا أزمة تما، بل هو نتيجة لاختيارات اقتصادية، بعضها ماشي فصالحنا، من تبعية كبيرة للواردات، إلى غياب تصنيع وطني قوي يواجه الرياح الدولية.
الرسالة واضحة:
ماشي غير القمح والبترول اللي غرقونا… حتى السياسات العرجاء!