رغم أن المغرب داخل عامه السادس من الجفاف، ورغم أن السواقي نشفت والعيون بكات، إلا أن صندوق الطماطم ما زال يشد الرحال نحو أوروبا، يشق طريقه من ضيعات العرق والنقص والندرة… إلى رفوف السوبرماركات الأوروبية اللامعة.

حسب رئيس جمعية المنتجين والمصدرين “أبافيل”، نصف الإنتاج المغربي ديال الطماطم كيمشي للتصدير، وهاد النصف هو اللي باقي كيخلي الفلاح ما يْطيحش. ولكن السؤال اللي ما بغاش يتطرح: واش الفلاح خاصو يصمد باش الأوروبي ياكل رخيص؟ واش بلاد كتعاني من ندرة مائية تاريخية، خاصها تْصدر الخضر قبل ما تأمّن الإكتفاء الذاتي ديالها؟

خلال الشهور الثلاثة الأولى من 2025، صدرنا 31,986 طن من الطماطم لإسبانيا، بزيادة 34.9% على العام اللي فات، وفقًا للمفوضية الأوروبية. زين، ولكن فين الموازنة ما بين السوق الوطنية والسوق الأوروبية؟ علاش ما نكونوش بحال بزاف ديال الدول، اللي كتحمي منتوجها المحلي، وكتخلي السعر مستقر فبلادها، عاد كتفكر تصدّر الزائد؟

الواقع أن الطماطم اليوم ما بقاتش غير فاكهة موسمية… ولات رمز للسياسات الفلاحية اللي كتصدّر قبل ما تسقي، وكتخلي الفلاح يتقاتل مع الجفاف، واليد العاملة تتسرب، والأرض تتحول من الزراعة الغذائية للتوت المربح.

الأمطار؟ قالها الباحث جيمس تايلر: 2025 استقبلت 21% أقل من المتوسط، باستثناء مارس اللي هزّ فيه المطر الشوية من الرأس، ولكن سرعان ما رجع الجفاف سيد الموقف.

أما اليد العاملة، فهجرات نحو مصانع السيارات ولا الحقول الأوروبية، تاركين وراءهم الحقول تُصارع العطش والخصاص.

وفي المقابل، الفلاح الأوروبي ما عاجبوش حال… كيشكي من “طماطم المغرب”، كيتهمها بـ”إغراق السوق”، والمفوضية الأوروبية كتفكر تبدل الحسابات وتنقص من حصة المغرب، فالظاهر أنهم باغيين ينقّيو السوق من منافس قوي… ولو على حساب شراكات وتفاهمات.

لكن قبل ما نلومو الأوروبي، خاصنا نسولو: واش المسؤولين عارفين شنو باغين؟ الإنتاج؟ التصدير؟ الاكتفاء؟ ولا غير يفرحو بالأرقام فالتقارير… والفلاح يدير الطوابير؟

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version