في كل صيف، كيرتفع عدد ضحايا الأفاعي والزواحف السامة فالمناطق الجبلية، لكن الحكومة كيبان أنها قررت تدير مع هاد الكائنات هدنة غير معلنة.
فإقليم شفشاون، اللي كيتغطى بالجبال والغابات، واللي ساكنتو معروفة بالبساطة والصبر، تحول الصيف عندهم إلى فصل رعب يومي… ماشي بسبب الحرارة، ولكن بسبب السم.
البرلماني عبد الرحمان العمري خرج يسوّل وزير الصحة والحماية الاجتماعية، أمين التهراوي:
فين هو المصل؟
علاش ما كاينش فتجمعات سكانية كيتطلب منها توصل للمستشفى الإقليمي فشفشاون فـ3 ساعات؟
وعلاش المواطنين كيموتو بطريقة باردة، وكأنهم خارج الخدمة الصحية ؟
الإقليم كبير، والجبال كتفصل بين الدوار والمستشفى، وكأن السم كيعرف يسبق سيارة الإسعاف. أما المراكز الصحية القروية، فكتمثل ديكور إداري أكثر مما هي حامية للأرواح.
السكان ماشي باغين المعجزات، باغين غير دواء مضاد للسم… بحال الإنسان لي كيحترم وجودو فخريطة الوطن.
ولكن يبدو أن الحكومة دارت “السموم الطبيعية” ضمن خانة “القدر المحتوم”، وماشي “المخاطر الممكن الوقاية منها”.
اللي كيتلسع ماشي أفعى وحدة،
بل كيتلسع من منظومة صحية ما فيهاش إنذار مبكر، ولا فيها عدالة في التوزيع، ولا استباق للأزمات.
وحين تكون حياة مواطن فجبال شفشاون مربوطة بـ”مصل” موجود فالمركز وماشي فالمستوصف… فهنا كنكونو قدّام نموذج ديال “التنمية بالموت البطيء”.
فين هي الوعود الحكومية ديال تقريب العلاج؟
فين هي العدالة المجالية فالصحة؟
ولا غير المدن اللي فيها “الڤيلات” تستحق الأمصال، والمناطق اللي فيها “الرعاة” خصها تصبّر؟
العمري سأل الوزير، لكن المغاربة يسألون الوطن:
واش لازم نموتو باش تحرك الالحكومة؟
الساكنة ماشي كتطالب بتغيير العالم، كتطالب غير تحمي راسها من سم واضح… وسكوت أوضح.