المغرب في مؤخرة العرب… ولكن!
أظهرت بيانات صندوق النقد الدولي الأخيرة أن المغرب، “الحمد لله”، جاي في المرتبة الأخيرة عربياً من حيث نصيب الفرد من الدين العام.
يعني كل مغربي “غالب الله” عليه كيتحمل 2.8 آلاف دولار فقط، مقارنةً مع المواطن القطري اللي كيتحمل 38.9 آلاف دولار، والبحريني بـ33.8 آلاف، والإماراتي بـ15.9 آلاف.
واش هذا إنجاز؟ فالأرقام ظاهرها زوين، كتعطي الانطباع أن المغاربة مرتاحين، وما عليهمش ديون بزاف. ولكن الحقيقة، كيما كيقولو، “الشيطان في التفاصيل”!
ظاهر إيجابي… وباطن مقلق!
بزاف ديال الناس غادي يقولو: “الحمد لله، ما علينا دين كبير بحال دول الخليج”، ولكن علاش ما كنحتافلوش؟ حيت الحقيقة أن هاد الأرقام ما كتعكسش الواقع اللي كايعيشو المواطن.
شوف معايا:
خدمات الصحة؟ ضعيفة.
التعليم؟ كيترنح.
البنية التحتية؟ كتقدم خطوة وترجع عشرة.
التشغيل؟ الشباب ما بين البطالة والهجرة.
يعني، المواطن المغربي كايشوف “الدين العام قليل”، ولكن فاش كيشوف المستشفى، المدرسة، الطريق، كيسول: فين مشات فلوسنا؟ وفين المشاريع اللي كان خاصها ترفع المستوى ديال العيش؟
شوفو الخليج… وفكرو!
راه قطر، البحرين، الإمارات، كلهم عندهم ديون فردية مرتفعة، ولكن بالمقابل كاين بنية تحتية عالمية، تعليم متقدم، مستشفيات خمس نجوم، وشبكات نقل تحمر ليها الوجه.
هادي هي المعادلة: الدين ماشي عيب إلا كان موجَّه للاستثمار والتنمية الحقيقية. ولكن فالمغرب، الدين كايتصرف فبرامج ترقيعية، وأحياناً كيتوزع بحال “الطَريحة” على قطاعات كتسير بلا بوصلة واضحة.
كثرة الساكنة… والنتيجة؟
اللي ما كايعرفوش بزاف، هو أن نصيب الفرد من الدين كايطيح ملي كتكون الكثافة السكانية كبيرة. والمغرب عندو ساكنة حوالي 37 مليون نسمة.
يعني، الدين مقسوم على قاعدة عريضة، ولكن الخدمات الاجتماعية ما شي في المستوى.
النتيجة؟ رقم جميل في الإحصائيات، ولكن واقع رمادي في الميدان!
واش خاصنا نفرحو ولا نقلقو؟
راه المغرب خاصو يخرج من منطق “التزيين الخارجي”. اليوم ما بقيناش خاصنا نفتاخرو بالأرقام الزوينة في الورق، خاص المواطن يحس بها في جيبو، في صحتو، في تعليم ولادو، في طاكسي، فالحومة، وحتى فالسما وهو راكب فطائرة محترمة.
الدين العام راه سيف ذو حدين: يقدر يرفعك للسما إذا استثمرتيه صح، ويقدر يدفنك تحت التراب إذا مشى في الريع والبرامج الترقيعية.
المغربي اليوم ما خاصوش “مسكنات” بالأرقام، خاصو دواء حقيقي للاقتصاد الوطني.
خاصنا حكومة كاتصرف بذكاء، تستثمر في الإنسان قبل الحجر، في المدرسة قبل الملعب، وفي المستشفى قبل الزواق.
المغرب الكبير ما غاديش يبان فالتصنيفات المالية فقط، بل في حياة كل مواطن وهو كايقول: “أنا مرتاح…