في قبة البرلمان، خرج محمد أوزين، الأمين العام لحزب الحركة الشعبية، بخطاب ناري، قلب به الجلسة، وأشعل القلوب قبل العقول!

أوزين، وبصراحة غير مسبوقة، بدأ بتوجيه صفعة حقيقية للحكومة، حين قال:

«قبل ما ندخل فموضوع المساءلة، بغيت نوقف على ما وقع في حي سيدي موسى بسلا، احتفالات عاشوراء تحولت من فرحة لانتكاسة!»

سمّى الأمور بمسمياتها، واعتبر أن ما وقع رسالة من «شباب النيت»، شباب بدون تربية، لا تكوين، لا شغل، شباب تحوّل إلى قنابل موقوتة تبحث عن أي مبرر لتفجير الغضب ضد الإقصاء والتهميش.

أوزين ما وقفش هنا، بل زاد بصراحة:

«شبابنا اليوم كيشوف المنظومة الصحية بعيون يائسة: بلاد الراميد، لا سبيطار، لا طبيب، تبغي غير إبرة حك الجيب!»

وسأل الحكومة بكل جرأة:

«علاش كبار المسؤولين كيمشيو يداويو برا؟ الجواب بسيط: لأنهم فشلوا فالصحة العمومية، والصحة ولات للفقير فقط!»

ثم جاء الضرب تحت الحزام:

«فين هي بطاقة رعاية؟ فين الطبيب لكل أسرة؟ فين دعم 2000 درهم للمولود الأول و1000 درهم للثاني؟ فين مدخول الكرامة للمسنين؟»

أوزين طالب الحكومة بالاعتذار للشعب المغربي عن الوعود الكاذبة، وقال:

«الاعتذار شيم الكبار… ولكن فين هما الكبار؟»

وبجرأة غير مسبوقة، شدد:

«الفقر والهشاشة ماشي قدر محتوم، بل صناعة بشرية ونتاج سياسات عمومية عقيمة!»

أوزين دخل فالتفاصيل الدقيقة: خصاص فظيع في الموارد البشرية، أطباء وممرضين، أرقام مهولة، ظروف عمل كارثية، وهجرة الأدمغة مستمرة!

زيد عليها، بناء مستشفيات بملايين الضرائب، لكن بلا تجهيزات، بلا طاقم طبي، لتتحول إلى بنايات إسمنتية خاوية، كأنها «قصور مهجورة» وسط الصحراء!

أما كليات الطب، فاعتبرها مجرد «كزارات» تخرج أطباء على الورق، بلا مختبرات، بلا تجهيزات، وحتى الأطباء اللي بقاو، حالمين بالهجرة أو التوجه للقطاع الخاص!

وفي موضوع الأدوية، صرّح أوزين:

«الثمن كيزيد 300% بين الديوانة والصيدلية، المواطن يضطر يختار: ياكل أو يداوي!»

ثم جبد المعاشات الهزيلة، وقال:

«المتقاعدون والمتقدمون في السن كيتصارعو مع المرض والوحدة والحكرة، وماقدمو ليهم والو!»

وختم أوزين بقصف مباشر:

«الحكومة ترفع يدها تدريجيا على الصحة، وتحوّلها لمؤسسات مستقلة، بحال الأكاديميات الجهوية فالتعليم… كذبتو حتى فالتعاقد، قلتم رسمتو المتعاقدين، ولكن رسمتو التعاقد!»

وأضاف:

«واش كاين شي عدل فهذ التمييز بين موظفي الدولة؟ اللي فالمناطق النائية كيتسناو فتات تحفيزي، في حين كيستافدو فقط فئات مختارة!»

وانفجر أوزين في الأخير:

«كفى من بيع الأوهام، كفى من الضبابية، المواطن المغربي عاق وفاق، والحكومة غارقة فالشعارات والتصاور!»

بهذا الخطاب الناري، أكد أوزين أن البرلمان ما بقاش غير قاعة صامتة، بل أصبح ساحة مواجهة حقيقية، حيث تسقط الأقنعة، وتظهر الحقائق عارية أمام الشعب.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version