حين يقرر أستاذ شاب، في بداية مشواره، أنه يغادر الحياة، هنا خاصنا نوقفو ونراجعو رواحنا: شنو وقع؟
معاذ، الشاب اللي ياله بدا حياته، ياله كان غادي يربي أجيال، ياله كان كيشوف القسم حلم كبير، لقا راسو محاصر، بلا أجر، بلا كرامة، بلا سند.

الوثائق اللي تسربات قبل الوفاة، فضحات كلشي: قرار توقيف الأجرة كان حقيقي، ماشي إشاعة.
والوزارة؟ غارقة فصمت القبور، كتشوف وما كتهضرش، كأن روح معاذ ما تسواش، كأنو مجرد رقم في جدول الموظفين.

تصور معايا! قبل بضع سنوات، فـ2018، خرج فيديو صغير،مافيهش حتي 12 ثانية فقط، كيبان فيه أستاذ كبير فالعمر كيعنف تلميذة.
الدنيا تقلبات، الكاميرات تهزات، القنوات مشاو حتى لدار التلميذة فخريبكة، وجابو معاهم طاقم القناة الثانية، وقدموا اعتذار رسمي قدام الكاميرا.
ساعتها، ناضو كاملين، كيبكيو مع التلميذة، وكيطالبو بمعاقبة الأستاذ، بلا ما يسولو شنو وقع، بلا ما يعرفو حالتو النفسية والاجتماعية.

واليوم؟ اليوم مات أستاذ، مات! ماشي دار خطأ، ماشي تجاوز، مات!
فين داك الحماس ديال المسؤولين؟ فين القنوات اللي كانت كتجري وراء البوز؟ فين الاعتذار الرسمي؟
اليوم، كيبان ليهم أن الدار البيضاء بعيدة بزاف من خريبكة، أو يمكن حياة معاذ ما تسواش عندهم حتى مشوار ديال كاميرا.

الوزارة؟ ساكتة.
المدير الإقليمي؟ كيهضر على “رصيد العزاء”، بحال اللي كيعطي صدقة.
والأستاذ؟ دفنّاه، ودّعناه، وقلنا غدا نجيبوا أستاذ جديد، بحال اللي كنبدلو في شي طباسل.

زملاء معاذ كيغليو من الداخل، كيبكيو عليه، وكيتساءلو: واش نقدروا نكملو بحماس، وحنا كنعرفو أن الأستاذ فهاد البلاد مجرد رقم؟
فين الكرامة؟ فين الإنسانية؟ فين “الإصلاح” اللي كيهضرو عليه باليل ونهار؟

خاتمة :
«معاذ مشى، وخلا لينا سؤال بحجم الجبال: شكون يقدر يعلم ولادنا الكرامة، إلا كان الأستاذ كيموت مقهور، كيمشي فصمت، وكأنو رقم في حسابات الوزارة؟
أما الحكومة، فغارقة فالشعارات واللايفات، وناسيه أن أكبر إصلاح يبدأ من احترام الإنسان… ماشي من تلميع الصور فالفيسبوك والندوات!»

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version