في حكومة الأرقام المتضخمة والتقارير اللامعة، يخرج صوت الفلاح البسيط ضعيفًا، شاحبًا، يئن في صمت، بينما تُنفق الملايين باسم دعم لا يصل إلا في الورق.

رشيد الحموني، رئيس فريق التقدم والاشتراكية، تجرأ وقالها جهارًا في قبة البرلمان: الجمعية الوطنية لمربي الأغنام والماعز (ANOC) قدّمت أرقامًا مبالغًا فيها، أرقامٌ صيغت لتجميل الصورة وجذب المزيد من الدعم العمومي من وزارة الفلاحة.

أي مفارقة هذه؟ المغاربة عجزوا هذا العام عن اقتناء الأضاحي، بينما في تقارير الجمعية، القطيع في أحسن حال، وكأن المراعي تفيض خيرات!

الحموني فضح كيف تم قمع أصوات الفلاحين في تمحضيت، فقط لأنهم تجرأوا وسألوا: “أين دعم 2023 و2024؟”.

بدل الاستماع لمطالبهم، قوبلوا بالتهديد والطرد من الجمعية، في مشهد يذكّرنا بأزمنة كان فيها النقد خيانة.

وزير الفلاحة حاول الدفاع، استعرض لوائح القوانين وآليات المراقبة والتدقيق، وأكد أن الجمعية تحت الرقابة السنوية الصارمة.

لكن الواقع في الحقول والوضيعات يروي حكاية أخرى: دعم غائب، قطيع منهك، وفلاح يئن تحت وطأة الإهمال.

القضية اليوم لم تعد مجرد أرقام أو ميزانيات، بل تحوّلت إلى صرخة: الدعم يجب أن يترجم إلى أعلاف وصحة وظروف كريمة، لا أن يظل حبرًا يزيّن أوراق التقارير السنوية.

الفلاح البسيط لا يطالب بالمستحيل، فقط يريد نصيبه من العدالة والإنصاف، حتى يستعيد كرامته وكرامة القطيع الذي يمثل شريان حياته.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version