في طنجة، ومن قلب الشمال، خرج رئيس الحكومة عزيز أخنوش ليبشر المغاربة بإصلاح وصفه بـ”الوطني والهيكلي”، بعدما أعطى رسمياً انطلاقة المجموعة الصحية لجهة طنجة-تطوان-الحسيمة، معتبراً إياها نقطة التحول الكبرى نحو “حق فعلي في الصحة”.

كلام كبير. طموحات ضخمة. نوايا نبيلة. ولكن… واش السيد رئيس الحكومة نسى أن المغرب تحت حكومته يحتل المرتبة 94 من أصل 99 دولة في تصنيف جودة المنظومة الصحية حسب تقرير The Legatum Prosperity Index لسنة 2024؟ واش نسى أن المواطنين ما زالوا كيتصوروا مع ورقة موعد سكانير كأنها “تذكار العمر”؟

حلم “المجموعات الصحية”… على أرض الواقع؟

أخنوش أكد أن هذه المجموعات الجهوية غادي توحد العرض الصحي وتكسر التفاوتات وتقرّب الخدمات وتزيد من الجودة والنجاعة… ولكن السؤال اللي كيبقى معلق: فين غادي نلقاو الطبيب والفرّاش والممرض والأدوية باش نخيطو هاد الحلم؟

راه ماشي المشكل فالتنظيم، المشكل فالموارد، فالتمويل، فالكرامة المهنية، وفثقة المواطن فالمستشفى العمومي اللي بقى مجرد عنوان.

قال رئيس الحكومة إنه سيتم اعتماد نظام أساسي موحد لمهنيي الصحة، مع تحفيزات وآليات لتقدير الأداء. جميل. لكن، علاش نقابات الصحة ما زال كتحتج؟ وعلاش أطباء وممرضين كيغادروا البلاد بشكل مقلق؟

ورش فجائي… ولا حملة ما قبل الحملة؟

والسؤال اللي ما يقدروش يقولوه فالنشرة الرسمية ولكن كيتردد بصوت مرتفع فـ “قهوة المواطن” هو: علاش حتى قربات نهاية الولاية بان ليهم هاد الورش؟
فين كان الإصلاح الوطني والهيكلي فالسنة الأولى والثانية والثالثة؟
واش المغاربة خاصهم كل مرة يصبرو حتى تفوت أربع سنين باش تبان المشاريع؟
واش إحنا قدّام ورش إصلاحي فعلاً؟
ولا قدّام تهيئ انتخابي ناعم، فيه البادجات والميكروفونات والمصطلحات المضيئة، والمواطن هو اللي كيخلّي الضو شاعل… وكيخلص الفاتورة.

إصلاح رقمي في واقع بلا “أنترنيت”

نعم، الرقمنة واردة فالمخطط. نعم، الحكومة كتسابق الزمن باش تطلق الهيئة العليا للصحة. لكن الحقيقة أن المواطن باقي كيضطر يجيب الفوطوكوبي ديال بطاقة راميد الملغاة، باش يتعالج فـ 2025.

دولة اجتماعية ولا دولة موسمية؟

قال أخنوش إن الإصلاح الصحي هو تجسيد لدولة اجتماعية قوية وحديثة. لكن كثير من المواطنين كيحسّو أن الدولة كتظهر فموسم الخطابات وتغيب فموسم الأمراض، خصوصاً وسط أخبار متفرقة عن مستشفيات بلا طبيب، أو مرضى كيتنقلو بـ”الكونجيلاطور” لياخدو العلاج.

الختام؟

إذا كانت الصحة حق، فـ احترام ذكاء المغاربة حقّ ثاني.
وإذا كانت الإصلاحات مجرد ديكور انتخابي، فـ المواطن ما بقاش يتفرّج… راه فهم اللعبة.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version