في خرجة قوية محمّلة بالقلق، حذر عبد اللطيف الجواهري، والي بنك المغرب ورئيس مجلس إدارة جامعة الأخوين، من خطر حقيقي يهدد مستقبل المغرب: نزيف الكفاءات الوطنية، وخاصة في المجالات الحيوية والدقيقة.
خلال ندوة صحفية انعقدت يوم الأربعاء، أطلق الجواهري نداءً واضحًا:
“الكفاءات اللي كنعلموهم هنا، كيمشيو يخدمو عند الآخرين!”
بكل واقعية، أوضح أن المهندسين المغاربة، خصوصاً فميادين الرقمنة والأمن السيبراني، كيتخرجو من الجامعات الوطنية، ثم تسرقهم شركات ومؤسسات أجنبية بعروض مغرية، تشمل الرواتب العالية، الضمانات الاجتماعية، بل وحتى الجنسية والتعليم المجاني لأبناءهم.
ولم يخفِ الجواهري صدمته وهو يكشف الرقم:
20 مهندساً غادروا بنك المغرب فقط في سنتين!
كلهم أصحاب كفاءات عالية، تلقّوا تعليمهم هنا، واستثمر فيهم الوطن، ثم جرفهم تيار “الهجرة التقنية”.
هذا الوضع، حسب الجواهري، لا يهدد فقط المؤسسات الوطنية، بل يهدد السيادة الرقمية والمالية للمغرب، لأن الكفاءات اللي كتْهَرّب، هي اللي كانت غادي تحمي المغرب من المخاطر الإلكترونية وتساهم فنهضته الرقمية.
ووجّه نداء مباشراً للدولة:
“البلاد خاصها تستفيق! راه ماشي غير نزيف، هادشي ولا نزاع على العقول!”
الجواهري ما قالهاش بصيغة سياسية، لكن الرسالة كانت واضحة:
البلدان اللي كتعرف تدير السياسات الجيدة، ما كتخليش أولادها يهاجرو غير باش ياخدو جنسيتين وزيادات فالأجر.. كتخليهم يصنعو الفرق داخل الوطن.
الوطن كيبني.. والسوق العالمية كتحصد.
المهندس المغربي ماشي فقط عقل.. راه أمن استراتيجي.
والجنسية ماشي فقط وثيقة.. راه وسيلة “نهب ناعم” للكفاءات.